اكد بعض المفاوضين عدم انهيار المحادثات التى جرت الاسبوع الماضى بمقر الاممالمتحدة حول ابرام معاهدة بشأن تجارة السلاح العالمية لتنظيم سوق السلاح التي يبلغ حجمها 55 مليار دولار. واتفقوا على قواعد اساسية للتفاوض بعد ايام من الخلافات الاجرائية. وقال مندوبون ومؤيدون لفرض إشراف اكثر صرامة على مبيعات السلاح العالمية ان الاتفاقية تمهد الطريق امام عقد مؤتمر يستمر شهرا في يوليو لوضع مسودة المعاهدة. ويقول ناشطون ان شخصا واحدا يموت كل دقيقة نتيجة للعنف المسلح وان هناك حاجة لابرام معاهدة لمنع تدفق الاسلحة التي يجري الاتجار فيها بشكل غير قانوني لمناطق الصراع واثارة الحروب والاعمال الوحشية. وقال دبلوماسيون في وقت سابق يوم الجمعة ان الخلافات بشأن الاجراءات لا سيما اذا كان بامكان المشاركين استخدام الفيتو ضد اتفاقية في يوليو كادت ان توقف المفاوضات على الرغم من ان تلك الامور حلت في نهاية الامر . وهناك خلافات ايضا بشأن ما اذا كان يتعين ان تكون حقوق الانسان معيارا اجباريا لتحديد ما اذا كان يتعين على الحكومات السماح بتصدير السلاح لدول معينة. وقال "بريان وود" من منظمة العفو الدولية ان روسيا والصين وعدة دول اخرى من المصدرة للسلاح "تقاوم مقترحات من الاغلبية الساحقة لوضع معيار في الاتفاقية يوقف نقل السلاح عندما يكون هناك سبب يدعو للاعتقاد بانها قد تستخدم في ارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان". وقال ان واشنطن تشعر بقلق من ان معيار حقوق الانسان قد يثني دولا مثل سوريا وهي مشتر رئيسي للسلاح الروسي من الانضمام للمعاهدة. ووصف دبلوماسي حملة القمع التي تشنها سوريا منذ 11 شهرا ضد المظاهرات المطالبة بالديمقراطية والتي ادت الى موت اكثر من 5400 شخص حسب تقديرات الاممالمتحدة وانتفاضات الربيع العربي الاخرى بانها مثل "الفيل في الغرفة" مع بحث المندوبين سبل وقف مبيعات السلاح للحكومات التي تقتل مواطنيها. وقال دبلوماسي غربي رفيع "انها في اذهان الجميع لدى مناقشتنا للحاجة لمعاهدة". وجرى نقاش طويل بشأن ما اذا كانت القرارات في مؤتمر وضع مسودة الاتفاقية في نيويورك في يوليو لابد وان تتخذ بالاجماع وهو الامر الذي سيعطي كل دولة حق الفيتو. واكدت الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وسوريا وايران ودول اخرى ان السبيل الوحيد لضمان الانصياع الشامل هو جعل كل الدول تنضم. وتعتقد الدول التي لا تحبذ الفيتو الفعلي مثل المكسيك وبعض الدول الاوروبية ان اي معاهدة يتم الاتفاق عليها في يوليو ستكون ضعيفة. وفي نهاية الامر اتفق المشاركون في المناقشات على ان القرارات في مؤتمر اعداد مسودة المعاهدة ستتخذ باجماع الاراء. ووصف مسئول امريكي كبير "الفيتو" بانه مثل "الخيار النووي" ملاذ آخير.