بدأت مصر استعادة دورها القائد والرائد والمؤثر دوليا بعد الزيارة الناجحة التى قام بها المشير عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربى ونبيل فهمى وزير الخارجية لموسكو والتى تعتبر نموذجا للمبادرات السياسية التى تستحق ان توصف بأنها زيارة مهمة جدا بكل المقاييس والنتائج التى ترتبت عليها لصالح البلدين. فمصر القوية المتوازنة مستقلة القرار هى ضمانة لأمن واستقرار منطقة مضطربة فى الثلاث سنوات الأخيرة .. وباتت المنطقة تحتاج الى دور الدولة المركز الذى يخدم مصر والعرب والعالم .. وهو دور ليس جديدا على مصر لكنه تأخر كثيرا بسبب التبعية المباشرة للسياسة الامريكية !! نأتى الى اهمية الزيارة التى لاقت اهتماما اقليميا ودوليا كبيرا - وسط ترحيب روسى وغضب امريكى - أولا : تدعيم استقلال القرار السياسى والعسكرى لمصر .. فالقرار السياسى المصرى بعد 30 يونيه يصدر من العاصمة المصرية دون ان يمر عبر نوافذ استشارية او طرق أبواب الأستئذان الأمريكى ثانيا :دعم مصر الكامل فى حربها ضد الإرهاب وحرص روسيا ان تظل مصر قوية ومستقرة , كما أكد ذلك الرئيس بوتين بنفسه ثالثا : نأتى للملف الأبرز فى المباحثات المصرية الروسية وهو ملف التعاون العسكرى واهمها التدريبات العسكرية والمناورات المشتركة للقوات البرية والجوية والبحرية بين البلدين .. ثم ملف التسليح والانطلاقة الجديدة للتعاون العسكرىوالتقنى بين البلدين وبما يحقق المنفعة المشتركة لهما سياسيا وعسكريا بالاضافة الى الاهتمام الكبير من جانب مصر باشراك الجانب الروسى فى تقديم الحلول لما تواجهه المنطقة من مشكلات اقليمية وفى مقدمتها السلام فى الشرق الاوسط وسوريا .. وكذلك المشكلات التى تواجهها دول الربيع العربى وكذلك مشكلة سد النهضة مع اثيوبيا هذ بخلاف زيادة التبادل التجارى بين البلدين الى خمسة مليارات دولار اما الاهم .. فان الزيارة تاتى كخطوة تجاه تقليل النفوذ الامريكى على القاهرة وعلى منطقة الشرق الاوسط بشكل عام .. وهذا مايفسر لنا الغضب والانزعاج الامريكى لهذه الزيارة لدرجة ان امريكا انتقدت دعم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ترشح المشير السيسي لرئاسة مصر كما اكد المحللون السياسيون ان زيارة السيسي الى روسيا تعد تحولا استراتيجيا فى سياسة مصر التى تتجه شرقا الان بهدف احداث توازن فى علاقاتها الدولية .. وتوسع مجالات المناورة امام القاهرة وتعطى انطباعا لواشنطن بأن مصر لديها وسائل لمواجهة ضغوط امريكا . الرسائل .. واضحة وكثيرة وتشير الى ان مصر قررت ان تنتهج سياسة خارجية مستقلة ومتوازنة وانها لن ترهن كل اوراقها لدى واشنطن .. ولن تخضع للهيمنة التى يريد الامريكان ان يفرضوها علينا !!