أكدت مصادر مطلعة أن قرار المشير عبدالفتاح السيسى بإرجاء إعلان ترشحه للرئاسة إلى الأسبوع الأول من مارس المقبل تم اتخاذه عقب تسلمه تقارير سيادية تفيد بضرورة ترتيب ملفات محددة فى المجتمع الدولى لمواجهة حملة شرسة تعتزم الولاياتالمتحدةالأمريكية شنها على مصر، بالتعاون والتنسيق مع تركيا وقطر والتنظيم الدولى للإخوان، تستهدف محاصرة المصالح المصرية فى العالم لإفشال فترة حكم «السيسى» سياسياً واقتصادياً وأمنياً. وقال مصدر رفيع المستوى -طلب عدم نشر اسمه- فى تصريحات ل«الوطن»: إن «السيسى» قرر زيارة روسيا مع وزير الخارجية، للتنسيق المباشر مع موسكو فى مواجهة هذا المخطط، مشيراً إلى أن المشير عقد عدة لقاءات خلال الأيام الماضية بشكل غير معلن مع مساعديه وبعض الرموز السياسية لاستعراض الموقف معهم، وأبلغهم أن الأوضاع التى أكدتها تقارير المعلومات تفرض إرجاء الإعلان عن ترشحه حتى الأسبوع الأول من مارس لضمان إجهاض هذا المخطط. وأوضح المصدر أن زيارة «السيسى» لموسكو كان الهدف الأول منها استقطاب روسيا تجاه الموقف المصرى، مؤكداً أن الزيارة نجحت فى تحقيق هذا الهدف، بدليل إعلان بوتين الصريح تأييد بلاده لرئاسة «السيسى» لمصر ودعمها له، وهى رسالة واضحة لواشنطن وحلفائها. فى سياق آخر، كشفت مصادر سيادية أن صفقة الأسلحة، التى اتفق عليها «السيسى»، تبلغ قيمتها المبدئية حوالى 3٫2 مليار دولار تتمثل فى شراء 24 طائرة مقاتلة حديثة من طراز «ميج» بقيمة 1٫7 مليار دولار، وباقى المبلغ لتمويل شراء صواريخ مطورة وتحديث منظومة الدفاع الجوى. وأفادت بأن وزير الدفاع الأمريكى، تشاك هاجل، سيرسل وفداً عسكرياً رفيع المستوى للقاء «السيسى» خلال الأيام المقبلة لبحث موقف التعاون المصرى الأمريكى بعد التقارب الروسى ومناقشة إعادة الدعم الأمريكى لمصر، وذكرت أن «إسرائيل عبّرت لأمريكا عن قلقها البالغ من البيان الختامى لزيارة السيسى إلى روسيا». كما كشف مصدر مسئول بملف مياه النيل أن روسيا وعدت بالضغط على إثيوبيا لوقف بناء سد النهضة، لحين الانتهاء من إعداد الدراسات الفنية التى أوصت بها اللجنة الثلاثية الدولية. واعتبرت صحيفة «تايمز»، البريطانية، أن دعم الرئيس الروسى بوتين ل«الرئيس المصرى المنتظر» عبدالفتاح السيسى، كما وصفته، رسالة قوية إلى واشنطن بتغير خريطة التحالفات فى الشرق الأوسط. وذكرت أن دعم «بوتين» للمشير أمام الكاميرات فى موسكو يُظهر رغبة روسيا فى أن تحل محل أمريكا كأهم حليف أجنبى لمصر.