طالب رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان اليوم الخميس المجتمع الدولي والمنظمات الدولية كافة بضرورة التدخل لوقف الممارسات الإسرائيلية الرامية إلى تهويد مدينة القدس وطمس هويتها العربية وتدمير مقدساتها الإسلامية والمسيحية إضافة إلى ترحيل سكانها قسريا. جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها الجروان اليوم أمام الجلسة العامة الثانية لدور الانعقاد العادي السنوي الثاني (2013 – 2014) من الفصل التشريعي الأول للبرلمان العربي وذلك بمقر مجلس الأمة الأردني في عمان. ودعا الجروان الجميع إلى وقف وإدانة مشروع قرار الكنيست الإسرائيلي الرامي لتقسيم المسجد الأقصي المبارك بين المسلمين واليهود والمسمى بمشروع "جبل الهيكل" ، وأيضا كافة أشكال الاعتقالات خاصة تلك التي يتعرض لها الأطفال والنساء والممارسات العنصرية الأخرى التي تتحدى بها إسرائيل إرادة الشعب الفلسطيني وإرادة الشرعية الدولية. وشدد رئيس البرلمان العربي على أن الأحداث المتسارعة في المنطقة العربية من صراعات ونزاعات داخلية وتدخلات أجنبية وأزمات اقتصادية وسياسية متفاقمة لن تنسي العرب جميعا معاناة شعب فلسطين ..إذ أن القضية الفلسطينية هي قضيتهم المحورية وشغلهم الشاغل. ونوه بأن البرلمان العربي اتخذ شعار الجلسة الحالية (فلسطين في قلب الأمة العربية والإسلامية) للتأكيد على أن هذه القضية ستبقى محور اهتمام القادة العرب والإسلاميين إلى حين استرداد الشعب الفلسطيني لكامل حقوقه لا سيما حق العودة وتقرير المصير وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وفق ما تقره الشرعية الدولية. وحول الأزمة السورية..قال الجروان – في كلمته – إن البرلمان العربي يتابع عن كثب ما يحدث في سوريا الشقيقة والمعاناة الشديدة التي يلاقيها شعبها وسنظل داعمين لحق الشعب السوري في تقرير مصيره..مؤكدا على أهمية وحدة سوريا بجميع أطيافها. ودعا إلى ضرورة الوقف الفوري والعاجل لأعمال العنف والقتل والتدمير وإيقاف نزيف الدم الذي يتعرض له الشعب السوري وهو ما سيمكن ، دون شك ، من توفير الظروف لحل سياسي تفاوضي الذي يعد المخرج الوحيد المتاح حاليا للخروج من الأزمة..مشددا على رفض البرلمان لإثارة النعرات الطائفية ومحاولة تقسيم الشعب السوري. كما دعا الحكومات العربية والصديقة وجميع المنظمات الخيرية والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان إلى تقديم يد العون والمساعدة للشعب السوري الشقيق في ظل تردي الوضع الإنساني وتفاقم معاناته خاصة مع حلول فصل الشتاء وما يتولد عنه من ظروف معيشة لا تطاق لا سيما في المخيمات. وحث هذه الحكومات والمنظمات على مساعدة الدول الحاضنة للاجئين السوريين ، وخاصة المملكة الأردنية الهاشمية ولبنان ، التي وإن أبدت إرادة لا تلين في التكفل بمئات الآلاف من اللاجئين فإنه لم يعد بمقدورها وحدها تحمل تبعات التوافد اليومي لعشرات الآلاف وما ترتب عليه من أعباء. وأدان الأعمال الإرهابية التي طالت الشعب العراقي وضجت بأمنه واستقراره ، وتلك التي تستهدف استقرار اليمن ووحدته وتعطيل مسيرة الحوار فيه ..متمنيا أن يسود الأمن والاستقرار في البلدين لتحقيق تطلعات شعبيهما في التنمية المستدامة والنهضة الشاملة. وفيما يتعلق بالتقارب الغربي مع إيران..قال الجروان إن هذا التقارب يدعو لفتح آفاق جديدة للتحضير إلى الاستعداد للمرحلة القادمة والتي نتوسم بأن تكون بداية لعمل مشترك لصالح شعوب المنطقة..متطلعا من إيران تعزيز بناء الثقة والتعاون مع الدول العربية وبخاصة الخليج العربي لحل كافة القضايا العالقة ..مطالبا إياها بإنهاء احتلالها للجزر الإمارتية العربية الثلاث(طنب الكبرى والصغرى وأبوموسى). وشدد على أن ما يحدث في مناطق مختلفة من الوطن العربي من أزمات ومخاطر أمنية وتحديات اقتصادية يحتم على الجميع اتخاذ خطوات متسارعة نحو توحيد الصف ولم الشمل العربي..قائلا "إنه بإمكاننا كعرب أن ننفض غبار الخلافات ونتعاون سويا من أجل تحقيق ما نصبو إليه من أمن واستقرار ونهضة اقتصادية شاملة ومستدامة". وقال إننا في البرلمان العربي بصدد صياغة آلية مشتركة مع جامعة الدول العربية تنظم العلاقة معها وسيتم السهر على متابعة تنفيذها من خلال فريق عمل مشترك سيتم تشكيله في أقرب الآجال ، أملا في مزيد من التنسيق والفعالية في الأداء.