أمرغريب ومدهش ظهور العديد من رموز التشدد عبر وسائط الميديا المختلفة ، وهم يرددون جملة واحدة " ثورة 25 يناير لايمكن أن يتحدث باسمها تيار واحد " ، بينما كل منهم يتحرك بمنطق " أنا الثورة ، والثورة أنا " .. في فضاء مابعد الثورة الذي نأمله رحباً وسيعاً .. إنشد مواطننا السلفي المسلم الطائع بإيمان أناشيد وتعاليم السلف الصالح بكل أريحية وقناعة.. رتل ورنم مواطننا المسيحي الآبائي التوجه والطائع بإيمان لأقوالهم ومستخلصات سيرهم العطرة الروحية بكل تبتل وسعادة ، مادمتما لا تقتربان من مساحات حرية الإبداع الإنساني دون فرض ماترونه ولا يرونه هم من أفكار .. وغرد في دنيا الثورة والثوار مطربنا المصري .. واصدحي مطربتنا المصرية على مسارح الإبداع الغنائي مع أعذب إبداعات النغم والألحان في عالم الطرب الأصيل والخفيف والشعبي والساخر .. أُكتب شاعرنا بالفصحى والعامية وحتى بالحلمنتيشي بعد ثورة يناير أبيات الحب والغزل والهيام في المحبوب ، كان محبوبك فينوس الأحلام أو بنت الجيران ، أو في الولع بمصر الوطن التي حرسها القديرفي أزمنة الصحو والانتفاض والثورة.. وهانحن مواطننا السينمائي والمسرحي والتشكيلي والأوبرالي والإعلامي على عتبات دور الخيالة وننتظر سقوط الحائط الرابع وضربات بداية عروض المسرح ، وافتتاح معارض النحت والرسم والخزف وإبداعات الصورة ، وعتمة قاعات العرض السينمائي لتضئ العقول وتنير الوجدان بحكاوي الفلاح المصري الفصيح الأصيل .. نعم الفضاء الإبداعي وسيع ورحب للجميع ، لا إقصاء لأحد .. لاتصنيف لأحد .. لاتكفير لأحد بعد ثورة مدفوعة الثمن من قبل فلذات الأكباد .. أرواح شهداء ، وعيون شباب الوطن تم تقديمها على مذابح حب الوطن العظيم ..وهذا ما خلص إليه المجتمعون في الاجتماع الهائل بنقابة الصحفيين لرموز التنوير والإبداع ، أطلقوا على نشاطهم وتجمعهم "جبهة الإبداع المصري" .. واسمح لي عزيزي القارئ أن أقترب من فحوى ما قالوه ووقعوا على بيان بشأنه ، باعتباري أحد من أقسموا على نشر أفكارهم وأن أرفق ماجاء بالتوازي مع أبيا ت الشاعر الوطني الرائع جمال بخيت في قصيدته " دين أبوهم اسمه إيه ؟!" التي ألهبت أكف الحضور تصفيقاً وامتلاء روحي ووطني وإنساني .. قالوا في بيانهم .. يرفض البيان الأول ل"جبهة الإبداع المصري" محاولات إرهاب العقول وتكفير التفكير والإبداع التى يمارسها البعض ممن يعتبرون كل معارض للمجلس العسكري خائنا، ومن يهاجم التيارات الدينية كافرًا... ويقول الجميل بخيت .. دين أبونا يا مسلمين في يقيني ..أعز دين كلمة الحق المبين كلمة النورالأمين حكمة يكتبها الإله فوق جبين الطيبين .. دين أبونا يا محمد إنت سره ومبتداه.. إنت إحساسه ومداه.. دقة عارفينها ف قلوبنا لما نخشع للإله.. لما نطلب يوم رضاه لما نرك .. لما نسجد .. لما نفرح بالحياة .. دين أبونا إبراهيم ..رش جمر النار حنين ع الخرايط ، والأماكن اتولدنا طوافين ذاكرين .. دين أبويا لو مسيحي رحمة لجل العالمين نصرة لجل المظلومين ..كلمة الحب اللي بايس الصليب جوه الكنايس.. ندهة الأجراس لمريم والأمان للمجدلية رحمة ليكو ورحمة ليّا.. المسيح شايل آلامنا لجل يهدينا السلام ..خد أيمن.. خد أيسر العبادة ..ماهيش كلام عيش باسم الإنسانية وانسي .. نية .. تدفعك للانتقام.. وذكر البيان الذى ألقاه الفنان محمود ياسين، أنه خيرٌ لفنانى ومثقفى مصر أن يكون لهم قبر فى هذا الوطن بدلا أن ترميهم الأجيال القادمة بتهمة التفريط فى حريتهم والصمت على إطفاء نور مستقبلهم... أي دين اللي أنا بأه ما اعرفوش الوحوش .. الكروش للي لو طالوا رقابينا بينهشوا مابيرحموش دين أبوهم اسمه إيه ؟..! اللي داسوا فوق رءوسنا اللي مشيوا بالبلاد.. للبلادة اللي فتاويهم.. فساد للعقل يقضي علي العبادة..اللي مسحوا من الآيات معني الشهادة..لوثوا الدم ف عروقنا.. سدوا عين الشمس فوقنا ..سرقوا ضوءنا ..صادروا نيلنا .. ودفّعونا تمن وضوءنا ..دين أبوهم اسمه إيه ؟! وتعهد الموقعون على البيان قائلين" لن تخمد ثورتنا طالما هناك فقيرعلى ارض مصر يبيت جائعًا وشقيقه فى الوطن ينعم بالمليارات، خاصة إذا كانت منهوبة من ماله وله الحق فيها، وإذا كان الله لم يختر لنا الشهادة فى بداية الثورة فإننا لا نزال عاقدين النية على حماية الحرية والفكر والإبداع وكل حشود مصر ستتحرك معنا لا فرق بين جمهور المسجد والكنيسة وطلاب الجامعة وعمال المصانع وقاطنى التجمعات وأبناء الكفور والنجوع" .. فيصرخ جمال بخيت .. اللي باعوا وطن بحاله ..خُضرته .. وصُفرة رماله ..نسوته .. وشهوة رجاله ..بهجته .. ودمه .. وعياله ..خطوته وسنين نضاله ..ثورته .. ضد احتلاله ..دين أبوهم اسمه إيه؟! ..اللي فتحوا القلب لخيول العدو ..اللي حبسوا العقل في زنازين جنون ..اللي حاصروا الكرم والتين والزيتون ..دين أبوهم اسمه إيه ؟! ..مين إلهه ؟! ..مين رسوله ؟! ..فين كتابه ؟! ... دين أبوهم اسمه إيه ؟! في النهاية أعرب المجتمعون عن تقديرهم البالغ لوثيقة وبيان الأزهر الشريف حول حرية الإبداع في مواجهة من خرجوا عن السياق الوطني .. ويا كهنة التشدد يامن تظاهرتم ضد بحب السيما لتجريم وتحريم عرضه ، ويا شيوخ تجريم وتحريم إبداعات أديب نوبل العظيم لمصادرته ..أنا والوطن وكل الناس بعد الثورة ، نقول لكم : للكل أن يقول ويبوح عبر قياساته الإيديولوجية والدينية كيفما شاء ، وأينما شاء .. ولكن دون لفظ وإقصاء وتكفير الرأي والتوجه الأخرالمخالف ..قالها بخيت .. خلوا كلمة مصر دين ..حاضرة ف العهد القديم ..حاضرة ف العهد الجديد ..حاضرة ف القرآن حضور ..الآيات فيها تدور مُفردة عز وجلال ..مُعلنة .. وبين السطور ..تخترع ثانية وشهور ..تخترع شعر وبحور ..حتي فلاحها الفصيح ..شكوته بتشع نور ..إيه يامصر ؟! ..إيه يا أرض الطيبين ..اللي حكموا ف الزمان دا ..يبقوا مين ؟! ..دين ابوهم اسمه إيه ؟ نعم الفضاء الإبداعي وسيع ورحب للجميع ، لا إقصاء لأحد .. لاتصنيف لأحد .. لاتكفير لأحد بعد ثورة مدفوعة الثمن من قبل فلذات الأكباد .. أرواح شهداء ، وعيون شباب الوطن تم تقديمها على مذابح حب الوطن العظيم ..وهذا ما خلص إليه المجتمعون في الاجتماع الهائل بنقابة الصحفيين لرموز التنوير والإبداع ، أطلقوا على نشاطهم وتجمعهم "جبهة الإبداع المصري" .. وإلى من يشوهون الثورة ، أذكرهم إذا كنتم لم تشاركوا في الثورة ، فلا ينبغي أن تشاركوا في جريمة الإساءة لدم الشهداء وضحايا ثورة شعب قرر أن يثور لنيل الحرية ، وإقامة العدالة الاجتماعية ، وعودة الإحساس بالكرامة الإنسانية .. ولي أمل أن يوقع كل مبدع على أي منتج إبداعي بفخر مُنتسباً لعضوية الجبهة ، ليعلم من يناهضوا الإبداع في مصر المحروسة وجودنا بطول البلاد وعرضها.