في فضاء مابعد الثورة الذي نأمله رحباً وسيعاً.. أنشد مواطننا السلفي المسلم الطائع بإيمان أناشيد وتعاليم السلف الصالح بكل أريحية وقناعة.. رتل ورنم مواطننا المسيحي الآبائي التوجه والتابع بإيمان لأقوالهم ومستخلصات سيرهم العطرة الروحية بكل تبتل وسعادة، مادمتما لا تقتربان من مساحات حرية الإبداع الإنساني دون فرض ماترونه حقائق مطلقة، ولا يرونه هم من أفكار وتفاسير.. وغرد في دنيا الثورة والثوار مطربنا المصري.. واصدحي مطربتنا المصرية علي مسارح الإبداع الغنائي مع أعذب إبداعات النغم والألحان في عالم الطرب الأصيل والخفيف والشعبي والساخر .. أُكتب شاعرنا بالفصحي والعامية وحتي بالحلمنتيشي بعد ثورة يناير أبيات الحب والغزل والهيام في المحبوب، كان محبوبك فينوس الأحلام أو كان فارس الزمان، أو في الولع بمصر الوطن التي حرسها القديرفي أزمنة الصحو والانتفاض والثورة... وهانحن مواطننا السينمائي والمسرحي والتشكيلي والأوبرالي والإعلامي علي عتبات دور الخيالة وننتظر سقوط الحائط الرابع وضربات بداية عروض المسرح، وافتتاح معارض النحت والرسم والخزف وإبداعات الصورة، وعتمة قاعات العرض السينمائي لتضئ العقول وتنير الوجدان بحكاوي الفلاح المصري الفصيح الأصيل وإبداعات حضارته التي أنارت الدنيا علي أرض أم الدنيا.. نعم الفضاء الإبداعي وسيع ورحب للجميع، لا إقصاء لأحد.. لاتصنيف لأحد.. لاتكفير لأحد بعد ثورة مدفوعة الثمن من قبل فلذات الأكباد.. أرواح شهداء، وعيون شباب الوطن تم تقديمها علي مذابح حب الوطن العظيم ..وهذا ما خلص إليه المجتمعون في الاجتماع الهائل بنقابة الصحفيين لرموز التنوير والإبداع، أطلقوا علي نشاطهم وتجمعهم "جبهة الإبداع المصري".. وعليه كان تجمعهم في تظاهرة حاشدة بديعة في مسيرة تاريخية لها من جغرافيا خريطة الحركة ما يعضد فكرة رسالتهم لأعضاء البرلمان في أولي جلساته بعد ثورة الشعب الذي يمثله، بأن يشرعوا ما جاء في وثيقة الأزهر الشريف الرائعة للتأكيد علي حرية الإبداع والتعبير.. فكانت البداية من دار الأوبرا رمز الثقافة والحداثة والإبداع، مروراً بكوبري قصر النيل الرمز التاريخي لبطولة الشباب المصري ووطنيته منذ حدث فتحه بأوامر باطشة ليتساقطوا في النهر العظيم بعد مقاومة رائعة وحتي داهمتهم عربات رش الماء وقنابل الغاز في يناير 2011، ثم المرور بجامعة الدول العربية لبث رسالة تواصل أيام الربيع العربية، ثم جامع عمر مكرم وكنيسة قصر الدوبارة الملاذ الآمن والمشفي لثوار يناير وحتي البرلمان بتاريخه الريادي.. إلي من يشوهون الثورة، أذكرهم إذا كنتم لم تشاركوا في الثورة، فلا ينبغي أن تشاركوا في جريمة الإساءة لدم الشهداء وضحايا ثورة الشعب.