"ليس منا من يرضى الذل والهوان ، وليس فينا طبائع الخنوع ، فبعد ان بلغ فينا الظلم مبلغه ، لم يكن صبرنا عليه الا لحرمة الرحم والدم ، ولكن ظلم ذوي القربى اشد مضاضة " .. هكذا انطلق بيان تأسيس حركة تمرد بغزة يرصد ظلم حركة حماس وانتهاكهم الحرمات وإضاعتهم الحقوق وإشاعتهم الفساد ، ولم ينأ بيان تأسيس تمرد غزة ضد حماس عن كل ما أشاعته الحركة من نهب وسرقة وما زرعته من فتنة وبغضاء بين الفصائل الفلسطينية. الصورة الآن في غزة ضد حماس تذكرنا بمشاهد العام الواحد الذي قبعت فيه جماعة الإخوان على رأس السلطة في مصر ، وصورة الانقسام الذي ارتكبته حماس بحق الفلسطينيين والقضية الفلسطينية يذكرنا بحالة الانقسام الذي أحدثه الإخوان في مصر بين طوائف الشعب ، الحالة واحدة والفكر واحد وسكوت الفلسطينيين على حماس طيلة سبعة أعوام أصبح أمرا غير محتمل وصار إسقاط حكم حماس ، الحكومة المقالة، مطلبا للفلسطينيين لن يكون إلا بأيديهم ، فهذا مصيرهم ، بيدهم جاءت حماس للحكم وبيدهم يقدرون على إنهاء اغتصابها للسلطة. اعتقد أن الشباب الفلسطيني – الثائر دائما ضد الظلم – قادر على تحقيق هدفه في إنهاء حالة الانقسام التي يعيشها الشعب الفلسطيني منذ سبعة أعوام وإسقاط حكم حماس في قطاع غزة، فقد عاش أهل غزة على مدار السنوات السبع الماضية في ظلم واعتقال وقهر وتدهور اقتصادي وسياسي بسبب قرارات حماس وعنفها ضد بني وطنها وفسادها واقتصار الامتيازات المادية والسلطوية على قيادة حماس وكل من يدين لها بالولاء فقط، وهذا إن دل فيدل على نهج حماس نحو احتكار السلطة وعدم المساواة الاجتماعية، فكل ما يحدث الآن على أرض الواقع في غزة من قبل حكومة حماس يستدعي للتمرد ضد هذا الظلم والفساد الواضح. لم تكن حركة حماس في نشأتها بهذه الصورة البشعة – تماما كما كان الحال في مصر قبل تولي الإخوان للسلطة ، إلا أن نهج الإخوان في مصر أو غزة كان شبيها إلى حد التطابق ، فالعنجهية والتكبر والتعالي على الفصائل الفلسطينية وحركات المقاومة الأخرى كان حال حماس في غزة ، فتسببت في شق الصف الفلسطيني منذ وصولها للسلطة ، فكانت تسير على النهج السلطوي والديكتاتوري الذي يخدم المشروع الاحتلالي ولا يصب في مصلحة الوطن والمواطن ، وأثبتت حماس للشعب الفلسطيني خلال السنوات الماضية أنها بسياستها الواضحة تجاه ملف المصالحة وتعطيلها له خدمة لأجندات خارجية يفقد الثقة بسياستها، وكأن حماس تسرق فلسطين من أهلها كما حاول الإخوان – إثما- فعلا في مصر. تمرد غزة تواجه الآن – نفس النهج من الاتهامات – بالعمالة والتخوين ، ناهيك عن كلام أنها مدعومة من هنا وهناك – من دول عربية ودول غربية وكأن رفض الظلم دليل خيانة والخنوع والرضا به صك وطنية ، تماما أيضا كما كان يفعل الإخوان في مصر ، ولأن حماس تدرك حجم الغضب ضدها تحاول اعتقال المشرفين على الحملة ومن تشك انهم ينتمون لصفوف تمرد غزة من الشباب الثائر لكن كما أراد الله لمصر خيرا فلن تنتكس القضية الفلسطينية وسيظل الشعب الفلسطيني موحدا و ملتفا حول قضيته ، والأمل معقود على أهالي غزة لإعلان رفضهم حماس وإنهاء حكمها الديكتاتوري باسم الدين.