أكد الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، أن الإسلام ذم التبذير والإسراف. ذم التبذير والإسراف قال تعالى: (ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا )، قال الفخر الرازي رحمه الله تعالى والتبذير في اللغة إفساد المال وإنفاقه في السرف. قال عثمان بن الأسود: كنت أطوف في المساجد مع مجاهد حول الكعبة فرفع رأسه إلى أبي قبيس وقال: لو أن رجلا أنفق مثل هذا في طاعة الله لم يكن من المسرفين، ولو أنفق درهما واحدا في معصية الله كان من المسرفين. وأنفق بعضهم نفقة في خير فأكثر فقيل له لا خير في السرف فقال: لا سرف في الخير. النشرة الدينية| هل يجب على الرجل تحمُّل تكاليف حج زوجته؟.. وماذا تفعل المرأة إذا فاجأتها الدورة الشهرية في الحج؟ هل المال المدخر للحج يجب فيه الزكاة.. الإفتاء توضح وعن عبد الله بن عمر قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسعد وهو يتوضأ فقال: ما هذا السرف يا سعد؟ فقال: أو في الوضوء سرف؟ قال: نعم: وإن كنت على نهر جار. وتابع: ثم نبه تعالى على قبح التبذير بإضافته إياه إلى أفعال الشياطين فقال: إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين، مضيفا: هذا وفي المراد من هذه الأخوة قولان: الأول التشبه بهم في هذا الفعل القبيح، وذلك لأن العرب يسمون الملازم للشيء أخا له، فيقولون: فلان أخو الكرم والجود، وأخو السفر إذا كان مواظبا على هذه الأعمال. الثاني قيل قوله: إخوان الشياطين أي قرناءهم في الدنيا والآخرة كما قال: ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين [الزخرف: 36]وقال تعالى: احشروا الذين ظلموا وأزواجهم [الصافات: 22] أي قرناءهم من الشياطين. وأضاف في بيان صفة الشيطان، ثم إنه تعالى بين صفة الشيطان فقال: وكان الشيطان لربه كفور ومعنى كون الشيطان كفورا لربه، هو أنه يستعمل بدنه في المعاصي والإفساد في الأرض، والإضلال للناس وكذلك كل من رزقه الله تعالى مالا أو جاها فصرفه إلى غير مرضاة الله تعالى كان كفورا لنعمة الله تعالى. والمقصود: أن المبذرين إخوان الشياطين، بمعنى كونهم موافقين للشياطين في الصفة والفعل، ثم الشيطان كفور لربه فيلزم كون المبذر أيضا كفورا لربه. وقال بعض العلماء: خرجت هذه الآية على وفق عادة العرب وذلك لأنهم كانوا يجمعون الأموال بالنهب والغارة ثم كانوا ينفقونها في طلب الخيلاء والتفاخر، وكان المشركون من قريش وغيرهم ينفقون أموالهم ليصدوا الناس عن الإسلام وتوهين أهله، وإعانة أعدائه فنزلت هذه الآية تنبيها على قبح أعمالهم في هذا الباب. وأكمل: ورد في نضرة النعيم ما يلي التبذير اصطلاحا: قال المناويّ: التّبذير: تفريق المال على وجه الإسراف [التوقيف على مهمات التعاريف ص 9، والتعريفات للجرحاني ص 52] . وأصله إلقاء البذر وطرحه فاستعير لكلّ مضيّع لماله [انظر المفردات للراغب ص 52 (ت محمد أحمد خلف اللّه) ]، فتبذير البذر تفريق في الظّاهر لمن لا يعرف مآل ما يلقيه . ونقل القرطبيّ عن الإمام الشّافعّيّ- رحمه اللّه- قوله: التبذير: إنفاق المال في غير حقّه، ولا تبذير في عمل الخير [تفسير القرطبي 10/ 247] . وروي عن الإمام مالك- رضي اللّه عنه- قوله: التّبذير: هو أخذ المال من حقّه ووضعه في غير حقّه. كما ورد في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا، في غير إسراف ولا مخيلة» وقال ابن عباس: " كل ما شئت، والبس ما شئت، ما أخطأتك اثنتان: سرف، أو مخيلة "صحيح البخاري، وفي معنى ألفاظ الحديث يقول بعضهم معني (إسراف) هو تجاوز الحد في كل فعل أو قول واستعماله في الإنفاق أشهر من غيره وهو فيه الإنفاق زائدا عما ينبغي ويليق. معنى(مخيلة) من الخيلاء وهو التكبر.(ما شئت) مما أحله الله تعالى.(أخطأتك) تجاوزتك ولم تحصل منك . وشدد: كل إنسان محاسب على ماله يوم القيامة عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن خمس عن عمره فيم أفناه ؟وعن شبابه فيم أبلاه ؟وعن ماله من أين اكتسبه ؟ وفيم أنفقه ؟ وما عمل فيما علم؟ ) أورده في صحيح الجامع رقم 128 وقال حسن لغيره . وقال المنذري في الترغيب: رواه الترمذي أيضا والبيهقي وقال الترمذي حديث غريب لا نعرفه من حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من حديث حسين بن قيس وهذا الحديث حسن في المتابعات إذا أضيف إلى ما قبله.