"كنت مُبصرا وبسبب حادثة فقدت بصري والحمد لله".. بكلمات تدل علي الإيمان وابتسامة تجذب الناس، يقف مصطفي صبحي في شارع الهرم بمحافظة الجيزة، يبيع سندوتشات مصنوعة في البيت من يديه وبمساعدة زوجته، ليحصل على لقمة العيش التي تساعده في كسب الرزق له ولأولاده. منذ الساعة الثامنة صباحًا يقف مصطفي صبحي، والذي يبلغ من عمره 37 عامًا، في الشارع ويضع الساندويتشات مغلفة وجاهزة علي كراسي علي رصيف شارع الهرم، وينتظر الرزق ليأتي له، وبواسطة ابتسامته العريضة التي تظهر دائمًا علي وجهه، ينجذب إليها الناس بشكل كبير، لشراء الساندويتشات ويعجبون بقصة وكفاح مصطفي. وتحدث مصطفى إلي عدسة "صدي البلد" عن سبب فقدانه للبصر، وقال مصطفي أنه كان يسوق سيارته عند قيام سياره أخري مسرعة بالاصطدام به على الطريق، وبسبب تلك الحادثة فقد بصره وترك عمله، وبدأ البحث عن عمل آخر يقدر أن يصرف منه علي منزله. وتابع مصطفى أنه محب للمطبخ والأكل، فقرر أن يقوم بعمل ساندوتشات وبيعها في الشارع، ويصنع مصطفي ساندوتشات فراخ ولانشون وجبنة رومي مع البطاطس المحمرة، وساندويشات حلاوة ومربي وشكولاته. وأشار مصطفى إلى أنه يقوم ببيع طبق الساندويتشات ب10 جنيهات، وساندوتش الفراخ ب15 جنيهًا، وعقب أن زوجته هي من تقوم بمساعدته في تحضير الساندويتشات، وتساعده في التحرك من وإلى المنزل، ويسعد أبناؤه بعمله ويفتخرون بوالدهم. وعن ردود الأفعال التي يتلقاها مصطفي في الشارع، قال مصطفى أنه يتلقي حبا كبيرا من قبل الناس في الشارع، ويعجبون بطعامه ويقبلون علي الشراء منه، ولم يواجه مصطفى أي مصاعب في وقفته بالشارع. وعن حلم مصطفى في المستقبل، قال مصطفى أنه يحلم بالحصول علي مكان مخصص لإنشاء مطعم خاص به، وسوف يقدم أصنافا أخرى ومتنوعة في المطعم، والتي لا يقدر علي تقديمها الآن بسبب وقفته في الشارع. ووجه مصطفى في نهاية حديثه، نصيحة لكافة الشباب ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي لا تقدر علي العمل بسبب إصابتهم، وقال مصطفي: "العجز ليس في الجسد، ولكن العجز في الإرادة والتفكير، فيلزم علي كافة الشباب وجود الوعي الكافي والفكر الذي سوف يحفز من إرادتهم وإنجاز مشاريع تحسن من دخلهم".