قال الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، إن الله سبحانه وتعالى أباح الطلاق ولكن الأصل فيه الحظر، وإنما أبيح للحاجة ورفع الضرر ، وأرشد الإسلام إلى حل المشاكل الزوجية قبل الفراق، في الوعظ والهجر والتأديب. آخر الحلول وأوضح البعيجان خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أن إذا تنافرت القلوب وأصبحت غير قابلة للالتزام وانقطع الأمل ويئس من الوئام، فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، فالطلاق آخر الحلول، وأبغض الحلال، مستشهدًا بما قال تعالى ( وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ، فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ، إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا). وأشار إلى أنه ندب إلى الصلح قبل الطلاق ، ولهذا رغب الشرع بالرد والمراجعة وجعل العصمة بيد الرجل فيمتلك حق الرجعة مرتين "، محذرًا من المسارعة والاستعجال في الطلاق وقال: "هو بداية التفكك الأسري والافتراق، وهو أساس النفر بين القلوب وتشتت شمل المحبوب وضحيته هم الأبناء الأبرياء. وأضاف أن الله تعالى قد حرم السفاح وأحل النكاح وجعله وسيلة للاستخلاف والبقاء، وقد جعل الله تعالى عقد النكاح ميثاقًا غليظًا، فقال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً * وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ * إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) ، منوهًا بأنه قد جعل الله تعالى عقد النكاح ميثاقًا غليظًا فرتب عليه حقوقًا وواجبات، وشرع فيه أحكامًا. ونبه إلى أنه تعالى أنزل آيات بينات فجعل أساس العلاقة الزوجية المودة والرحمة وبهما تكون المحبة والألفة ، فقال تعالى ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً)، مشيرًا إلى أن الله تعالى حث على حسن العشرة وبذل المعروف لقوله تعالى(وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) وقوله تعالى (أَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ) .