تسببت التغيرات المناخية فى أضرار بالغة على الشعاب المرجانية على مستوى العالم، وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مما تسبب فى تلف قرابة 25% منها واختفاء 8% منها منذ أكثر من عشرين عامًا، بحسب الصندوق العالمي للطبيعة. وقد ثبت علمياً أن الحيد المرجاني للبحر الأحمر المصري هو الأكثر قدرة على التأقلم مع ظروف تغيير المناخ وارتفاع درجة حرارة البحار؛ فبالمقارنة بما يحدث في العالم، فلم تتأثر مستعمرات المرجان في الجزر المصري من الحيود المرجانية للبحر الأحمر، وهناك العديد من الأبحاث التي أثبتت. وبما لا يدع مجالا للشك فإن الحيود المرجاني الحافي للبحر الأحمر قد تكون آخر الحيود المرجانية في العالم التي قد تبقى وتقاوم ظروف تغيير المناخ، أي أنها قد تكون أمل البشرية كآخر أو أحد آخر هذه النظم الفريدة في العالم. شعاب البحر الأحمر التيارات البحرية تعمل باستمرار على تلطيف درجات الحرارة يقول الدكتور محمود حنفى، أستاذ البيئة البحرية بالبحر الأحمر، إن جميع التقارير الصادرة عن هيئات رصد تغيير درجات الحرارة مثل هيئة الأرصاد الأمريكية في جميع نشراتها، تظهر أن الجزر المصري للبحر الأحمر هو الأقل عرضة لارتفاع درجات الحرارة إلى الحدود القاتلة للمرجان مقارنة بباقي مناطق البحر الأحمر، والتي ترجع في الأساس إلى ما حيا الله به مصر من نظام للتيارات البحرية تعمل باستمرار على تلطيف درجات الحرارة في الجزر الشمال على وجه الخصوص. شعاب البحر الأحمر ويوضح حنفى أن أول حدث لابيضاض المرجان كان في 2012، وقد قامت جمعية الحفاظ على البيئة (هيبكا) بدراسة هذا الحدث، وأظهرت أن المرجان في الجزء الشمالي المصري لم يتأثر بتاتا بهذه الظاهرة، مع العلم أن الجانب الشرقي للبحر الأحمر والشاطئ السعودي، وعند نفس خطوط العرض تأثر بشكل كبير واقتصر التأثير في الجانب المصري على المنطقة جنوب مدينة مرسى علم وبنسب ضئيلة جدا وعلى ثلاثة أنواع من المرجان فقط، نفس النتائج تم تسجيلها ونشرها من حيث الابيضاض للمرجان في عام 2020. شعاب البحر الأحمر الأكثر تأقلماً ومقاومة ومرونة لمقاومة ظاهرة ابيضاض المرجان وأضاف أستاذ البيئة البحرية أن هناك العديد من الأبحاث العلمية التي أظهرت وبما لا يدع مجالاً للشك أن المرجان علي الساحل المصري لخليج العقبة وشمال البحر الأحمر هي الأكثر تأقلماً ومقاومة ومرونة لمقاومة ظاهرة ابيضاض المرجان نتيجة لظاهرة تغيير المناخ وارتفاع درجات حرارة البحار والمحيطات. وأشار حنفى إلى أن الحيود المرجانية تمثل أهم الركائز الأساسية لصناعة السياحة بالبحر الأحمر ليس فقط في مجالات صناعة الغوص والسنوركل، بل أيضا تعد نظم بيئية داعمة للحياة البحرية، وبالرغم من أن مساحتها لا تتعدى مئات قليلة من الكيلومترات المربعة والتي لا تتعدى مساحتها 0.0001 من مساحة البحر، إلا أنها تعد النظم البيئة الوحيدة الداعمة للحياة البحرية بالبحر الأحمر، وبالرغم من محدودية مساحة الحيد المرجاني الحافي، إلا أنه يعد العمود الفقري لصناع السياحة الراقية وعامل الجذب الرئيسي، وكذلك هو أساس أنشطة الصيد لما حباه الله من قدره على إنتاج المادة العضوية الحية كالأسماك.