استنكر شيخ الأزهر بشدة مشاهد العنف والتخريب التي اجتاحت محافظات الجمهورية مؤكدا أن دماء جميع المصريين وأموالهم وأعراضهم حرام شرعا، مشددا على أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أكد حرمة الدم. ودعا فضيلة الإمام الطيب في كلمته التي وجهها للأمة مساء اليوم لمصر أن يجعل الله لها مخرجا سريعا من هذه الفتنة التي تطل برأسها على البلاد مضيفا :"حفظ الله مصر وحفظ دمائها وشبابها وأهليها جميعا" وناشد المصريين أن يحافظوا على طهارة أيديهم وأن يتجنبوا الانزلاق إلى فتنة لا يعلم فيها المقتول لما قتل ولا القاتل لما قتل واصفا الفتنة بالمهلكة التي تذهب بوحدة المصريين وتوقع الاضطراب . وتابع فضيلة الشيخ أن القوات المسلحة الباسلة قامت بدورها في درء هذه الفتنة مشيرا أن الدين والوطنية براء من أي دم يسفك مضيفا :"اعلموا أن الدنيا لا تساوي قطرة دم واحدة تسيل من مقتول مظلوم مستشهدا بحديث الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم: "لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم بغير حق" وقوله "يؤتى بالمقتول متعلقا بالقاتل يوم القيامة يارب سل هذا فيما قتلني" وكانت دار الإفتاء المصرية قد دعت جموع الشعب فى بيانها اليوم إلى الاعتصام بحبل الله المتين خاصة ونحن مقبلون على شهر رمضان الذي يصحح مسيرة الخلق مع الخالق، والذي يعطينا جميعا فرصة ذهبية لتحقيق المصالحة الشاملة بين أبناء الوطن جميعًا. وأضافت الدار في بيانها أن الحكمة والوطنية الحقة والقيم الإنسانية السمحة البناءة التي دعت إليها الأديان جميعا تدعونا الآن إلى إدراك طبيعة اللحظة الفارقة التي يعيشها الوطن والالتزام التام بالتظاهر السلمي وحقن الدماء وضبط النفس وعدم الانجرار إلى العنف، محذرة من أن الانجرار إلى العنف أو إراقة الدماء أو تخريب المنشآت العامة والخاصة يمثل تهديدًا للسلام المجتمعي ولمصالح الوطن ويؤثر سلبا على الأداء الأمني والاقتصادي لمصر