أن تكون حاضرا غائبا كالسراب لا تؤثر بشكل فعال بما تمتلك من مقومات إنسانية طبيعية خلاقة تمتد فيما بين اللين والشدة أو القوة والضعف أو الإبداع والقنوط كل تلك المتناقضات من دواعي الروعة الكامنة داخل الذات الإنسانية والتي تهملها بدافع الارتكان والاكتفاء. الطموح ذا تأثير بالغ فيما يصدر عن الإنسان، ولعل الكثير من الإنجازات يرجع إلى توفر القدر المناسب من مستوى الطموح، بالاضافة الى توفر العوامل الاخرى التى تساعد على هذ الانجاز والتقدم، وبالتالي نستطيع ان نلاحظ اثر مستوى الطموح على سلوك الأشخاص واهتماماتهم وانشطتهم المختلفة. أصحاب الطموحات لا يركنون أبدا إلى الانسياق وراء القطيع تاركين خلفهم محطات للتوقف والمراجعة واتخاذ القرارات المستقبلية وصنع مخطط حياتي للسير وفقه لتحقيق طموحاتهم وأحلامهم، هم ليسو كذلك بأي حال من الأحوال. اختلاف الإنسان كامن في امتلاكه لعقلية مقسمة فيما بين غرائز ومعنويات ومراكز للتفكير تسير به في دروب عدة للآمال، التي يجب ألا تتوقف عند مجرد الاكتفاء بالطموح في تحقيقها بل عليه أن يسعى جاهدا لجني ثمارها وجعلها حقيقة ملموسة على أرض الواقع. الواقع لا يجب أبدا أن ينفصل عن الحلم الذي يعطينا بريق أمل علينا أن نقتفي أثره ولا نفقده، الهاربون من الواقع هم هؤلاء الخانعون الذين لا يودون جني المزيد من النجاحات هؤلاء يكتفون بالقليل، وهؤلاء هم من يصعد على أكتافهم أصحاب نظريات التسلق والاستغلال وفي الأساس هؤلاء الخانعون هم من يستحقون اللوم. هل طبيعة الطموح ودرجاته فطرية أم مكتسبة؟ الطموح جزء أساسي داخل العقل الإنساني لكن هل يحتاج إلى تطوير؟ يقول "شن" ان الشخصبة هى التنظيم الديناميكي الذي يقوم به الفرد تجاه تلك الاستعدادات الجسمية والعقلية التي تعتبر مميزا خاصا للفرد وبمقتضاها يتحدد أسلوبه، وبالتالي فإنه بكل تأكيد ثقافة الاكتفاء التي يتم تداولها لها دور بارز في جعل مركز الطموح يكف عن العمل والصراخ داخل العقل الإنساني لطلب المزيد، فعندما يتلاشى الفرق بين القناعة والخنوع وتتساوى تلك المسائل فإنه حتما سينتصر فكر السكون وسيبتلع كل حركات وردات الفعل التي يمكن أن تصدر كنتيجة طبيعية لحاجة الطموح الفطرية داخل الإنسان. بالتالي فإنه ليس من الصادم أو المفاجئ أن تجد أمامك نماذج لا تكتفي فقط بكونها لا تسعى لتحقيق ذاتها بل أيضا تجدها عبارة عن حلقات غير فاعلة ومعرقلة داخل العمل مما يضطرك في بعض الأحيان لتحمل المزيد من الضغط البدني والذهني. لماذا لا يكون منهج الإدارة فرعًا داخل مناهج التعليم حتى ولو تم تدريسه بشكل مختصر من حيث التعريف بالعمل كمشروع لابد أن يكون له أهداف وأسلوب لتحقيق تلك الأهداف والتعريف بكيفية وضع الجدول الزمني لتحقيق تلك الأهداف، والأهم التأكيد على قيمة الإنسان كعنصر فعال وليس كمجرد كومبرس يؤدي دوره حتى دون الأمل في الحصول على دور ثانوي كطموح مستقبلي.