مجلة فرنسية: *الأحزاب الإسلامية دعت إلى التظاهر "لأجل غير مسمى" دفاعا عن "شرعية" الرئيس "الإسلامى" *التوتر يتزايد في مصر بين مؤيدي ومعارضي رئيس الدولة بعد عام من توليه مقاليد الحكم *الرئاسة المصرية حاولت التقليل من أهمية رسالة الجيش *دعوة الاحزاب الإسلامية للتظاهر يزيد المخاوف من تدهور المناخ السياسي قد يفضي إلى مزيد من العنف تناولت مجلة "لوبوان" الفرنسية اليوم، الجمعة، تطورات الوضع فى مصر والتوتر الذى يسود البلاد قبل المظاهرات المناهضة وتلك المؤيدة للرئيس محمد مرسى المنتظرة اعتبارا من اليوم. وكتبت مجلة "لوبوان" الفرنسية أن العديد من الأحزاب الإسلامية دعت إلى التظاهر اليوم "لأجل غير مسمى"، دفاعا عن "شرعية" الرئيس "الإسلامى". واعتبرت "لوبوان" أن التوتر يتزايد في مصر مع اقتراب المظاهرات الحاشدة المقررة بعد غد، الأحد، ضد الرئيس المصرى، "في بلد منقسم بشدة بين مؤيدي ومعارضي رئيس الدولة بعد عام من توليه مقاليد الحكم". وأضافت أن دعوة الاحزاب الإسلامية للتظاهر اعتبارا من اليوم قبل يومين فقط من الموعد الذى حددته المعارضة والمنتظر بعد غد من شأنه أن يزيد المخاوف من تدهور المناخ السياسي قد يفضي إلى مزيد من العنف. وذكرت "لوبوان" أن الدعوة للمشاركة فى مظاهرات الثلاثين من يونيو الجاري، الذى يوافق الذكرى الأولى لتنصيب الرئيس مرسى، أطلقتها حملة "تمرد" وهى حركة شعبية تأسست فى أبريل الماضى، مضيفة أن "تمرد" استفادت من الجو العام الذى يسود البلاد لاسيما الأزمة الاقتصادية "العميقة" التى تعانى منها البلاد "والزيادة فى انعدام الأمن، فضلا عن التوترات الطائفية من أجل حشد المواطنين. وأضافت المجلة الفرنسية أن هذه الحملة (تمرد) تقول إنها جمعت 15 مليون توقيع تطالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، مشيرة إلى أن المعارضين ينتقدون الرئيس المصرى الذى انتخب بعد أكثر من عام من سقوط (الرئيس السابق) مبارك، لتركيزه السلطات في أيدي الإسلاميين وليس لمعالجة المطالب الديمقراطية التي أشعلت الثورة في عام 2011. وأوضحت "لوبوان" أنه بالإضافة إلى المطالبة بمزيد من الحرية والعدالة الاجتماعية، تضاف المخاوف اليومية المتزايدة والمتمثلة فى انقطاع الكهرباء والبطالة وارتفاع معدل التضخم، أو النقص في الوقود. ورأت المجلة الفرنسية أنه "منذ انتخاب محمد مرسي، أول رئيس مدني، فإن حالة التوتر الحالية هى الأشد فى مصر، الدولة العربية الأكثر اكتظاظا بالسكان". وأشارت "لوبوان" إلى أن الرئيس محمد مرسى دعا، فى خطابه أمس الأول، الأربعاء، للإصلاح والحوار، كما حذر من الانقسامات التي تهدد البلاد ب"الشلل" و"الفوضى"، لافتة إلى أن اشتباكات جديدة وقعت أمس الأول بين معارضين ومؤيدين للرئيس فى شمال البلاد (المنصورة) مما أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة 237، أما في القاهرة، فإن بعض السكان عكفوا على سحب النقدية من المصارف وتخزين المواد الغذائية تحسبا لاحتمال وقوع اضطرابات. وأضافت أن الرئيس المصرى، الذى كان عضوا بارزا فى جماعة الإخوان المسلمين، المحظورة تحت حكم النظام السابق، يعول على دعم العديد من المؤيدين له الذين يعتقدون أنهم يدافعون عن مكافحة الفساد في المؤسسات المصرية والذين أكدوا أن أى تشكيك فى السلطة يعد هجوما على الديمقراطية على اعتبار أن الرئيس وصل إلى الحكم عبر انتخابات حرة ونزيهة. وأشارت "لوبوان" إلى أنه وعلى خلفية التوترات في مصر، خرج الجيش عن صمته الأحد الماضى ليعلن أنه سيتدخل في حالة العنف حيث أكد الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، أن القوات المسلحة لديها واجب التدخل لمنع مصر من الغرق فى نفق مظلم من الصراعات والاضطرابات. واعتبرت المجلة الفرنسية أن تلك التصريحات تذكر بنفوذ الجيش في مصر، والذى انتمى له جميع رؤساء مصر السابقين، والذي حكم البلاد لأكثر من عام بعد سقوط حسني مبارك. وأضافت "لوبوان" أن الرئاسة المصرية حاولت تقليل من أهمية رسالة الجيش، قائلة إنها "تعكس الدور الطبيعي للجيش"، حيث أكد المتحدث الرسمى باسم الرئاسة السفير إيهاب فهمى أنه يتم تنسيق أي قرار داخل الجيش مع الرئيس الذي هو القائد الأعلى للجيش.