منذ أشهر، تحاول أوكرانيا والدول المتحالفة معها التخفيف من أزمة الغذاء المتزايدة الناجمة عن الحصار الروسي المستمر منذ أشهر للموانئ الأوكرانية، مع اتهام موسكو باستخدام الغذاء كسلاح حرب، وهو الأمر الذي تنفيه باستمرار، وفق ما ذكرت صحف أمريكية. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم الاثنين الماضي، إن ما يصل إلى 60 مليون طن من الحبوب قد تتعطل في البلاد بحلول الخريف إذا استمرت في مواجهة حظر الصادرات. منع الحبوب وتوريد الأقماح وأضاف زيلينسكي أن 22 مليون طن من الحبوب محجوبة حاليًا في أوكرانيا، لكن هذا الرقم قد يتضاعف ثلاث مرات في الأشهر القليلة المقبلة. وتابع: "بعد ذلك سنكون في وضع صعب حقا وصعب للغاية". وذكر الرئيس أنه يعمل مع الأممالمتحدة لمحاولة فتح ممر آمن يسمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب من موانئها على البحر الأسود. أهمية الحبوب والقمح الأوكراني لطالما وصفت أوكرانيا بأنها إحدى سلال الخبز في العالم، لكن كييف تتهم موسكو بإغلاق موانئها ومحاولة سرقة حبوبها. وقالت الأممالمتحدة إن الحصار الروسي للموانئ الأوكرانية أدى بالفعل إلى رفع أسعار الغذاء العالمية، ويهدد بالتسبب في نقص كارثي في الغذاء في بعض أنحاء العالم، ونفت روسيا مرارا أنها تغلق الموانئ أو تسرق الحبوب. طرق بديلة وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يوم الاثنين الماضي، إن المجتمع الدولي سيحتاج إلى إيجاد "طرق بديلة" لنقل إمدادات الحبوب من أوكرانيا. واقترح جونسون استخدام خطوط السكك الحديدية أو نهر الدانوب إذا كان لا يمكن الاعتماد على مضيق البوسفور في تركيا. سفينة حبوب في تركيا وناشدت كييف أنقرة احتجاز سفينة ترفع العلم الروسي تحمل حبوبًا من أوكرانيا. وقال السفير الأوكراني لدى تركيا فاسيل بودنار، إن سفينة "زيبيك زولي" تم تحميلها في ميناء بيرديانسك الجنوبي الشرقي. وأضاف: "من المحتمل أن تكون الحبوب قد تم تسليمها من مناطق مجاورة، لكن نقطة التحميل كانت بيرديانسك، أي الأراضي المحتلة". وفقًا لبودنار، استجابت وزارة التجارة التركية للنداء الأولي قائلة إن السفينة ستبقى راسية بالقرب من ميناء كاراسو دون السماح لها بالتفريغ أو العودة، بينما تقوم تركيا بتقييم طلب أوكرانيا. حصاد الحبوب في مناطق أوكرانيا الموالية لروسيا يتم حصاد حوالي مليوني طن متري من الحبوب من الحقول في منطقة زابوريزهجيا الجنوبية، التي تسيطر عليها القوات الروسية، وفقًا لما قاله يفجيني باليتسكي، القائد العسكري لمناطق زابوروجييا التي تحتلها روسيا. وقال باليتسكي: "يتم تسهيل إمدادات الحبوب من خلال التعاون الوثيق مع سلطات القرم، التي ضمنت المرور دون عوائق عبر الجمارك ونقاط التفتيش الحدودية". واتهمت أوكرانياروسيا بالاستيلاء على إمدادات الحبوب العام الماضي من الأراضي المحتلة في جنوب البلاد. تحذيرات أممية من المجاعة قالت الأممالمتحدة إن الحرب الروسية في أوكرانيا قد تدفع ما يصل إلى 49 مليون شخص إلى المجاعة أو ظروف شبيهة بالمجاعة بسبب تأثيرها المدمر على الإمدادات الغذائية العالمية وأسعارها. في الشهر الماضي، قال زيلينسكي إن أفريقيا "رهينة" الحرب الروسية، وحذر من أن أزمة الغذاء العالمية ستستمر "طالما استمرت هذه الحرب الاستعمارية" ، مما يؤثر على حياة ما يصل إلى 400 مليون شخص يعتمدون على الصادرات الأوكرانية.
