وزراء الأوقاف والشئون الإسلامية الأوقاف المصرية: الشأن العام هو ما يتجاوز شواغل الفرد واهتماماته الشخصية الشئون الإسلامية السعودية: علينا صيانة أوطاننا ومحاربة الأفكار الدخيلة على مجتمعاتنا الأوقاف الكويتية: تعظيم الاستفادة من الصناديق الاستثمارية الوقفية ومزاياها والتحديات التي تواجهها اختتمت مساء اليوم الاثنين، أعمال مؤتمر المجلس التنفيذي لوزراء الأوقاف والشئون الإسلامية بدول العالم الإسلامي، الذي احتضنته القاهرة. وزير الأوقاف صناعة الفتوى وأكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن اجتماع المجلس التنفيذي لوزراء شئون العالم الإسلامي إنما يناقش في كل اجتماع من اجتماعاته عددًا من القضايا الهامة التي تشغل عامة المسلمين، وقدمت وزارة الأوقاف المصرية لهذا الاجتماع بحثين هامين، هما صناعة الفتوى وضوابط الإفتاء، وضوابط الحديث في الشأن العام. وأضاف وزير الأوقاف خلال كلمته التي ألقاها في افتتاح الدورة الثالثة عشرة للمجلس التنفيذي لمؤتمر وزراء الأوقاف والشئون الإسلامية بدول العالم الإسلامي أن الشأن العام هو ما يتجاوز شواغل الفرد واهتماماته الشخصية إلى شواغل المجتمع واهتماماته وقضاياه العامة، سواء أكانت سياسية أم اقتصادية، أم ثقافية ، أم أخلاقية وقيمية، أم اجتماعية، أم رياضية، مما يتصل بقضايا الوطن الكبرى أو الأمة، والشأن العام الإسلامي يعني القضايا ذات الاهتمام المشترك بين جملة المسلمين أو عمومهم أو غالبيتهم أو شريحة واسعة منهم ، وكلما زاد الوعي بينهم بقيمة الشأن العام وخطورته زاد التعاون والتكاتف والترابط بينهم من أجل الحفاظ على أوطانهم وثوابت دينهم، فتتحققُ لهم قوة البنيان الواحد، وشعور الجسد الواحد الذي حثنا عليه نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم) ، وقال: "المؤمن لِلْمؤْمن كالبُنْيان يَشُدُّ بَعْضُه بَعْضا، وشَبّك بين أَصابعه"، وقال (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى". وشدد وزير الأوقاف على أنَّ من يتصدى للحديث في الشأن العام عالمًا كان، أو مفتيًا، أو سياسيًّا، أو اقتصاديًّا ، أو إعلاميًّا ، لا بد أن يكون واسع الأفق ثقافيًّا ومعرفيًّا فيما يتعرض له أو يتحدث عنه، وأن أي إجراء فقهي أو إفتائي أو فكري أو دعوي أو إعلامي لا بد أن يضع في اعتباره كل الملابسات المجتمعية والوطنية والإقليمية والدولية المتصلة بالأمر الذي يتحدث فيه أو عنه، حتى لا تصدرَ بعض الآراء الفردية المتسرعة في الشأن العام دون دراسة وافية، أو دون دراسة أصلًا ، بما يصادم الواقع أو يتصادم مع القوانين والمعاهدات والاتفاقيات الدولية، ما قد يسبب ضررًا بالغًا لوطنه ودولته وربما صورة دينه وأمته ، سواء أكان ذلك عن قصد وسوء طوية أم عن تسرع وقِصَر نظر. تحصين المنابر من خطابات الكراهية والغلو وقال الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، رئيس المجلس التنفيذي لمؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية بدول العالم الإسلامي، إن وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية التي تضطلع بمهمات متعددة ومسؤوليات جسيمة يتعين عليها توجيه جهودها لنشر الإسلام الوسطي المعتدل، ومواجهة هذه التحديات التي تحيط بها، وتهددنا في أمننا الفكري والعقدي، وتكيد لأوطاننا في استقرارها ورخائها، ولمجتمعاتنا في ثوابتها وقيمها ومبادئها. وأضاف آل شيخ في كلمته، أننا، بعون الله، ثم بتضافر الجهود والسعي الدؤوب قادرون على صيانة أوطاننا ومحاربة هذه الأفكار الدخيلة على مجتمعاتنا، ودرء أخطارها ودفع أضرارها، والوقوف ضد كل من يحاول النيل من ثوابتنا وقيمنا ومبادئنا، وأن نعيد إلى الإسلام صورته الحقيقية، ووسطيته وسماحته، التي هي أهم عوامل قوته وسر جاذبيته. وشدد على أن تكامل الجهود والتعاون المشترك في مجال الشؤون الإسلامية والأوقاف، وأهمية تحصين المنابر من خطابات الكراهية والغلو، وترشيد الخطاب الديني، والتحذير من الفتوى بدون علم أو تخصص، وتوظيف وسائل التواصل الحديثة في النافع المفيد، وتبادل الخبرات والتجارب في مجال عمارة المساجد وصيانتها، وتدريب الأئمة والخطباء والدعاة وتطوير قدراتهم، وبيان منزلة الوقف في الحضارة الإسلامية ودوره في التنمية المستدامة وزيادة الناتج المحلي، هي موضوعات تكتسب أهمية بالغة في اجتماعنا اليوم، وإن التعاون فيما بيننا لتدارس هذه القضايا يحقق التكامل المنشود بيننا ويثمر المزيد من النتائج الإيجابية. جانب من الحضور استحداث اللوائح اللازمة لتحصين المنابر وأكد فريد أسد عبد الله عمادي وكيل وزارة الشئون الإسلامية بالكويت نائبًا عن وزير الأوقاف والشئون الإسلامية بالكويت، أن هذا المؤتمر يعالج العديد من القضايا الحساسة كميثاق المسجد ، وأنظمة تعيين الأئمة والدعاة والبرامج اللازمة لتدريبهم وتنمية مهاراتهم، ومعايير بناء المساجد وصيانتها وتطويرها، وبيان حقيقة الفتوى وشروطها وخطورة الفتوى بغير علم، وتحديد الطرق الناجحة لمواجهة التطرف والإرهاب، واستحداث اللوائح اللازمة لتحصين المنابر من خطابات الكراهية ، وسن القوانين والتشريعات اللازمة للتصدي لظاهرة التحدث في الشأن العام بلا ضوابط ، والتأكيد على القيم الإنسانية المشتركة للتعايش والتسامح في الاسلام ، وطرق الاستفادة من وسائل التواصل والتقنية الحديثة وتوظيفها في سبيل خدمة الدعوة ، وأهمية الصناديق الاستثمارية الوقفية ومزاياها والتحديات التي تواجهها ودور الأوقاف في تنميتها وزيادة الناتج المحلي الإجمالي في العالم الإسلامي ، وتطوير قدراتها لتحقيق أهدافها السامية. وأوضح أن هذه الموضوعات مهمة للأمة ولا ينبغي أن ينفرد واحد برأي فيها بل لا بد من رأي مؤسسي جماعي لخطورتها ، و المجلس التنفيذي لمؤتمر وزراء الأوقاف والشئون الإسلامية بدول العالم الإسلامي هو أحق الجهات بهذا الدور للوصول إلى حلول ناجحة لجميع المشكلات ، حيث يتميز بالمنهجية والوسطية والاعتدال والنظر إلى مآلات الأمور مع مراعاة مستجدات العصر للخروج بتوصيات رشيدة. القرارات الختامية وقرر المجلس توجيه الشكر لرئيس المجلس الشيخ الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ، على دعوته الكريمة واستضافة المؤتمر العام التاسع على أرض المملكة العربية السعودية واختيار عنوان المؤتمر: "دور وزارات الشئون الإسلامية والأوقاف في تعزيز مبادئ الوسطية وترسيخ قيم الاعتدال" عنوانًا وشعارًا للمؤتمر العام التاسع مع إبلاغ الدول الأعضاء بالمجلس بالموعد المحدد لعقده بوقت كافٍ. كما اطلع المجلس على الرؤى المقدمة من أعضاء المجلس حول مواجهة مستجدات التطرف والغلو والإرهاب والمقدمة من جمهورية باكستان الإسلامية والمملكة العربية السعودية ودولة الكويت والتي قرر المجلس في دورته السابقة، أن تقوم الأمانة العامة للمجلس بإعادة صياغة الأوراق المقدمة ودمجها في ورقة واحدة وعرضها على المجلس في اجتماعه القادم لإبداء الرأي بشأنها، ووافق على الورقة المقدمة بصيغتها الجديدة وعرضها على المؤتمر العام التاسع لوزراء الأوقاف والشئون الإسلامية بدول العالم الإسلامي لإقرارها وتعميمها. وقرر المجلس الموافقة على أوراق العمل المقدمة من وزارات الأوقاف والشئون الإسلامية بالمملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة العربية السعودية ودولة الكويت، وما تضمنته من تجارب في مجال المواصفات الفنية والمعمارية في بناء المساجد وأعمال الصيانة وتبادل الخبرات والأنظمة في مجال تعيين الأئمة والخطباء والمؤذنين والدعاة وبيان بالبرامج المناطة بهم والمسئوليات الموكلة إليهم ، وبعد تداول الرأي ، لعرضها على المؤتمر التاسع لإقرارها وتعميمها من خلال إقامة ورش عمل على هامش المؤتمر يشارك فيها الوكلاء المختصون والإدارات المعنية بالمشروعات والصيانة وتعيين الأئمة والخطباء وتدريبهم وتبادل الخبرات والتجارب في هذا الشأن تعميمًا للفائدة مع إتاحة المجال للدول الأعضاء في المجلس بتقديم ما لديهم وبعثها إلى الأمانة العامة في المجلس. كما اطلع المجلس على الورقتين المقدمتين من وزارة الأوقاف بجمهورية مصر العربية ، ومن وزارة الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية بالمملكة الأردنية الهاشمية ، وهما بعنوان: "صناعة الفتوى وخطورة الفتوى بدون علم أو تخصص" وبعد سماع وجهات النظر قرر المجلس الموافقة على الورقتين المقدمتين لعرضها على المؤتمر العام التاسع لإقرارها وتعميمها . واطلع المجلس على أوراق العمل المقدمة من وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية وهي : الموضوع الأول "أهمية استحداث لوائح وبرامج لتحصين المنابر من خطابات التطرف والكراهية والإرهاب"، والموضوع الثاني: "القيم الإنسانية المشتركة .. قيم التعايش والتسامح" ، والموضوع الثالث: "وسائل التواصل الحديثة ودور وزارات الشئون الإسلامية والأوقاف في الاستفادة منها" ، وبعد تداول الرأي قرر المجلس الموافقة على الأوراق المقدمة من وزارة الشئون الإسلامية لعرضها على المؤتمر العام التاسع لإقرارها وتعميمها ، مع التأكيد على ما طرحه فضيلة وكيل وزارة الأوقاف بدولة الكويت بخصوص إطلاق بعض المصطلحات في الورقة وإعادتها وتحكيمها قبل عقد المؤتمر العام التاسع . كما اطلع المجلس على الورقة المقدمة من وزارة الأوقاف بجمهورية مصر العربية وهي بعنوان : "ضوابط الحديث بالشأن العام" وبعد تداول الرأي بشأنها قرر المجلس الموافقة على الورقة المقدمة من وزارة الأوقاف بجمهورية مصر العربية وعرضها على المؤتمر العام التاسع لوزراء الأوقاف والشئون الإسلامية لإقرارها وتعميمها . كما اطلع المجلس على الورقتين المقدمتين من الهيئة العامة للأوقاف بالمملكة العربية السعودية ومن وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بدولة الكويت بعنوان : "دور الأوقاف في زيادة الناتج المحلي الإجمالي للدول الإسلامية "وقرر المجلس الموافقة على الورقتين المقدمتين وعرضهما على المؤتمر العام التاسع لوزراء الأوقاف والشئون الإسلامية لإقرارهما وتعميمهما . كما اطلع المجلس على الورقة المقدمة من الهيئة العامة للأوقاف بالمملكة العربية السعودية حول "تجربة المملكة في الصناديق الوقفية" قرر المجلس الموافقة على الورقة المقدمة وعرضها على المؤتمر العام التاسع لوزراء الأوقاف والشئون الإسلامية لإقرارها وتعميمها على أن تقدم ضمن ورش العمل المقامة على هامش المؤتمر . كما اطلع المجلس على طرح الدكتور عبد الله سليمان عقيل الدعجة أمين عام وزارة الأوقاف بالمملكة الأردنية الهاشمية، حيال ورقة استحداث برامج لتحصين المنابر من خطابات الكراهية، وما ذكره حيال أهمية تضمين الورقة لأسباب نفسية وأثرها في ترويج خطاب الكراهية وتنقية الخطاب من الغلو والتطرف.