النهارده شم النسيم.. كل سنة ومصر بخير.. لا آكل الفسيخ ولا الرنجة.. ليس لأنهما حرام.. المشكلة فى الأملاح من جهة.. من جهة أخرى، ليس عندى شهية، بينما مصر مرتبكة جداً.. فلا التشكيل الوزارى انتهى، منذ أعلن عنه الرئيس مرسى.. ولا قضية اصطياد الجيش طلعت أكذوبة.. من الآخر مفيش نِفْس.. توابع الزلزال مستمرة.. الأقزام يهددون الجيش، والأمن القومى فى خطر!. مازالت ردود الفعل تتوالى.. تلقيت خطاباً من الأستاذ حسنى عبدالرازق.. يقول فيه: «أخطر ما أفرزته ثورة يناير هو سقوط الخطوط الفاصلة فى ثوابت وقيم المجتمع، وتحول الأمن القومى إلى سلعة مباحة، أمام كل من هب ودب بالداخل والخارج، أقزام تهدد القوات المسلحة، ولا تفهم ما تقول.. جماعات متطرفة تطلق أذنابها فى الإعلام، للانقضاض على حصون الدولة وهدم أركانها!. كثيرون ينساقون للأسف وراء هذه الخزعبلات الإخوانية، وتحول المسرح إلى سوق عكاظ للأمن القومى، كان الله فى عون وزير الدفاع، ورئيس المخابرات العامة.. نحن أمام رئيس ينتمى لجماعة الإخوان، غير قادر على خرس ألسنتهم.. فما يحدث هو مسؤوليته وحده.. ولا يوجد مسؤول غيره لإيقاف العبث.. أيضاً لا توجد إرادة شعبية للتغيير وبعدها نحاسب القوات المسلحة!. اطَّلعت على مقالك (عملية اصطياد الجيش المصرى).. المقال رسالة من ضابط سابق بالقوات المسلحة، يشرح فيها مراحل الانقضاض على الجيش، بالميليشيات المسلحة.. مع احترامى الكبير لصاحب الرسالة، لعله يتوخى الحرص الشديد فى الموضوعات المتعلقة بالأمن القومى المصرى، وتأثير رسالته، سواء على الروح المعنوية للجيش والشعب، أو حتى التهويل من قيمة الأقزام!». يرى الأستاذ حسنى عبدالرازق أن «التقدير الخاطئ للموقف، تهويلاً وتهويناً، ليس فى صالح الوطن.. كما أن طبيعة مسارح العمليات المصرية الصحراوية، والتجمعات الرئيسية لقواتنا المسلحة، لا تسمح بهذه النوعية من الحروب، التى ستكون فيها القوات الجوية هى السائدة على المسرح بأقل الجهود، أما الحرب المتوقعة إن حدثت، فهى حرب داخل المدن للكر والفر وترويع الشعب! وكم كنت أتمنى أن نثق فى قدرات قواتنا المسلحة.. فلك أن تعرف أن أسباب تطاول البعض من التيارات الدينية، أو من الثوار، على القوات المسلحة ترجع إلى ثقتهم الكاملة فى عدم قيام القوات المسلحة بإطلاق أى رصاصة على مواطن مصرى.. هذه هى عقيدتنا العسكرية، لكن لو علموا أن القوات المسلحة يمكن أن تطلق النيران على العابثين، لما كان أحد يتجرأ بكلمة على الجيش!». لم يتوقف الأستاذ عبدالرازق عند حد الطمأنة والثقة فى القوات المسلحة.. لكنه قدم خطة أخرى للمواجهة.. هى أيضاً تقدير للموقف، فيما لو تعرضت مصر لحرب أهلية.. سأفرد له مساحة أخرى غداً.. نظراً لأهميته القصوى.. يبقى السؤال: لماذا أصبحنا فى هذا المناخ من القلق؟.. لماذا نخاف على الجيش، مع أن الجيش مصدر الحماية؟.. الإجابة لأن الجيش أصبح فى مرمى النيران!. إهانات الشيخ حازم لم تذهب هباء.. الشعب يدافع عن جيشه، حتى لو التزم الجيش الصمت.. الاتصالات والرسائل تؤكد معنى واحداً «إلا الجيش».. تحذير رأفت أبوالهنا، وتصحيح حسنى عبدالرازق، وجهان لعملة واحدة.. اللعب أصبح على المكشوف.. فهل يضع الجيش فى بطنه بطيخة صيفى؟!. نقلاً عن "المصرى اليوم" المزيد من أعمدة محمد أمين