رأى الباحث والكاتب الفرنسي المتخصص في شئون العالمين العربي والإسلامي منذ 40 عاما جيل كيبل، أن الثورات العربية وخاصة في مصر دخلت الآن في مرحلتها الثالثة. جاء ذلك في الندوة التى نظمها اليوم "الجمعة" معهد العالم العربي بباريس بمناسبة صدور الكتاب الجديد للباحث جيل كيبيل والذي يحمل عنوان "الشغف العربي". وقال كيبل إن ثورات الربيع العربي وخاصة الثورة المصرية مرت قبل ذلك بمرحلتين، الأولى بدأت بالحراك الشعبي العفوي الناتج عن تواصل الشباب مع بعضهم على مواقع التواصل الاجتماعي والذي أدى إلى إسقاط نظام مبارك، ثم المرحلة الثانية التي أوصلت جماعة الإخوان المسلمين للحكم، وأخيرا دخلت الثورة مرحلتها الثالثة التى تشهد تراجع شعبية الإخوان المسلمين لعدم قدرتهم على إدارة البلاد اقتصاديا وسياسيا. وأضاف أنه حرص على أن يكون كتابه الجديد "الشغف العربي" كتابا حيا يرصد من خلاله التغيرات التي طرأت على العالم العربى منذ اندلاع الثورات وحتى الآن. وأوضح أننا نعيش حاليا أياما محورية وفريدة في تاريخ العالم العربي المعاصرلذلك حرص على أن يجوب في الدول العربية انطلاقا من تونس فمصر وسوريا ولبنان وإسرائيل وليبيا وقطاع غزة والضفة الغربية وسلطنة عمان بالإضافة إلى الإمارات العربية وقطر والبحرين حيث التقى بممثلين عن كل طوائف الشعوب. واستطرد قائلا "ما يحدث في البلدان العربية وخاصة سوريا الآن هو عبارة عن فتنة على مستوى المنطقة بين شيعة إيران والعراق وجنوب لبنان من جهة، والوهابيين والسلفيين الذين ينتمون إلى دول الخليج العربي من جهة أخرى بهدف السيطرة على المنطقة". وأضاف الباحث الفرنسي - الذي يتحدث اللغة العربية بطلاقة - أن المعارضة المصرية ليس لها وزن ثقيل في الشارع المصري بسبب انقسامها على نفسها، وكذلك انقسام المصريين حول قادة المعارضة بسبب انتماء بعضهم للنظام السابق.. معتبرا أن الشباب المصري هو الذي يمثل المعارضة الحقيقية لأنهم سأموا من الوضع الحالي الذي لم يحقق تطلعاتهم. وأوضح أن الشباب في العالم العربي تغير بشكل كبير حيث إنه لا توجد اختلافات حاليا بين هؤلاء في المنطقتين العربية والغربية.. مشيرا إلى أن تلك التغيرات كشف عنها في اللحظة التي أضرم فيها محمد بوعزيزى النار في نفسه بتونس والتي كانت وقود الثورات العربية. وفيما يتعلق بسوريا.. ذكر أن المظاهرات المناهضة للنظام انطلقت فى سوريا مثلما كانت فى دول الربيع العربي الأخرى بطريقة سلمية وتحت شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" ولكنها رويدا رويدا تحولت إلى "ثورة مسلحة".. مؤكد أن الوضع في سوريا الآن بات "معقدا" بسبب تأخر الوصول إلى الحل السياسي وهو ما ينتج عن الصراع الطائفي. وعما إذا كان "الربيع العربي" توقف في سوريا.. قال جيل كيبيل أن سوريا تعيش اليوم "مأساة" حيث يتمتع النظام حاليا بدعم من روسياوإيران والصين، أما المعارضة فلا تجد الدعم الذي كانت تنتظره من الغرب كما حدث في ليبيا وبالتالي لجأت إلى دول الخليج "السنة" التي رأت في المعارك الجارية في سوريا فرصة "لأخذ ثأرها من إيران".