أعلنت كوريا الشمالية اليوم "الأربعاء" انها ستقطع آخر قناة اتصال مع كوريا الجنوبية لأن الحرب يمكن ان تندلع "في أي لحظة" وذلك بعد أيام من تحذيرها للولايات المتحدة وسول من هجوم نووي. وهذه أحدث خطوة ضمن سلسلة تهديدات من جانب كوريا الشمالية ردا على عقوبات جديدة فرضتها الأممالمتحدة بعد إجرائها ثالث تجربة نووية في فبراير شباط وردا على المناورات العسكرية "العدائية" التي تجريها الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية. وتوقفت كوريا الشمالية بالفعل عن الرد على الاتصالات على الخط الساخن بينها وبين القوات الامريكية التي تشرف على المنطقة المنزوعة السلاح وعلى خط الصليب الاحمر الذي تستخدمه حكومتا البلدين. ونقلت وكالة الانباء المركزية الكورية الشمالية عن متحدث عسكري قوله "في هذا الوضع الذي يمكن فيه أن تندلع الحرب في أي لحظة لا حاجة للابقاء على الاتصالات العسكرية بين الشمال والجنوب والتي وضعت بين جيشي الجانبين. وأضاف: "لا وجود لأي قناة حوار أو وسيلة اتصال بين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والولاياتالمتحدة وبين الشمال والجنوب." ونددت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بأحدث تصعيد في لغة التهديد من جانب كوريا الشمالية ووصف المتحدث باسم الوزارة جورج ليتل إعلان بيونجيانج بأنه "مجرد خطوة أخرى استفزازية وغير بناءة". وما زالت كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية في حالة حرب نظريا بعد ان انتهت الحرب الكورية التي دامت بين عامي 1950 و1953 بإعلان هدنة لا بمعاهدة وهي هدنة يقول الشمال إنها تهلهلت منذ ذلك الحين. وتستخدم "قناة الحوار" يوميا في تدبير انتقال الكوريين الجنوبيين العاملين في مشروع كايسونج الصناعي الذي تعمل فيه 123 شركة كورية جنوبية توظف أكثر من 50 ألف كوري شمالي في صناعة السلع المنزلية. وهذا هو آخر مشروع مشترك ما زال يعمل بين الكوريتين بعد ان قطعت كوريا الجنوبية أغلب مساعداتها وتجارتها ردا على اطلاق بيونجيانج النار على سائح كوري جنوبي وغرق سفينة حربية لكوريا الجنوبية تتهم الشمال بإغراقها. ومشروع كايسونج واحد من موارد العملة الصعبة القليلة لكوريا الشمالية حيث يدر عليها ملياري دولار سنويا من عائدات التجارة مع الجنوب وأغلب الظن ان كوريا الشمالية لن تلجأ لاغلاقه إلا كحل أخير. ولم يذكر المتحدث العسكري الذي يمثل "القيادة العليا" مشروع كايسونج الذي اغلق اكثر من مرة لفترات في السابق. وقالت حكومة الجنوب انها ستتخذ خطوات لضمان سلامة العاملين في كايسونج لكنها لم تفصل هذه الخطوات.