يحيي العالم يوم 22 مايو من كل عام اليوم الدولي للتنوع البيولوجي وذلك لزيادة الفهم والتوعية المتعلقة بالتنوع البيولوجي، وتسليط الضوء على الإنجازات التي تم إحرازها في تحقيق الأهداف على المستويين الوطني والعالمي. ويأتي احتفال هذا العام 2020 تحت شعار "تنوعنا البيولوجي هو تنوع في غذائنا وتنوع في صحتنا"، حيث يركز الاحتفال على التنوع البيولوجي بوصفه الأساس لنظامنا الغذائي ولصحتنا وحافزا رئيسيا لتحويل النظم الغذائية وتحسين الصحة الإنسانية، وقد اختير هذا الموضوع بمناسبة مرور 25 عامًا على دخول اتفاقية التنوع البيولوجي حيز التنفيذ. ويراد من شعار احتفالية هذا العام زيادة المعرفة ونشر الوعي بالنظم الغذائية والصحة للتنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية السليمة، كما يحتفي موضوع هذا العام بالتنوع الذي تتيحه الأنظمة الطبيعية، بما يغني الوجود الإنساني ورفاهه في الأرض، وفي الوقت نفسه الإسهام في أهداف أخرى من أهداف التنمية المستدامة، ومنها الحد من تغير المناخ والتكيف معه، واستعادة النظم الإيكولوجية، وإتاحة المياه النظيفة، والقضاء على الجوع، وكثير غيرها. فقدان التنوع البيولوجي هو خسارة للبشرية التنوع البيولوجي هو التنوع الكبير في أنواع النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة، ويشتمل أيضا الاختلافات الجينية في كل نوع على سبيل المثال، بين أنواع المحاصيل وسلالات الماشية وتنوع النظم البيئية "البحيرات والغابات، والصحاري والمناظر الطبيعية الزراعية وخلال ال 100عام الماضية، اختفى ما يزيد عن 90 % من أنواع المحاصيل من حقول المزارعين، كما اختفت كذلك نصف سلالات الحيوانات الأليفة، وغدت مناطق الصيد الرئيسية ال 17 في العالم تتجاوز حدود الاستدامة.. وتتعرض أنظمة الإنتاج الغذائي المتنوعة محليا للتهديد، ومع هذا الانخفاض، يختفى التنوع البيولوجي الزراعي، وكذلك المعرفة الأساسية بالطب التقليدي والأطعمة المحلية، ويرتبط فقدان النظم الغذائية المتنوعة ارتباطا مباشرا بأمراض أو عوامل صحية من مثل مرض السكري والسمنة وسوء التغذية، كما أن له تأثيرا مباشرا على إتاحة الأدوية التقليدية. موارد التنوع البيولوجي هي الركائز التي نبني عليها الحضارات تعدد موارد التنوع البيولوجي هي الركائز التي نبني عليها الحضارات فالأسماك تتيح 20% من البروتين الحيواني لثلاثة مليارات نسمة كما تتيح النباتات أكثر من 80% من النظام الغذائي البشري ويعتمد ما يقرب من 80% من السكان الذين يعيشون في المناطق الريفية في البلدان النامية على الأدوية النباتية التقليدية للحصول على الرعاية الصحية الأساسية. فقدان التنوع البيولوجي يهدد الجميع فقدان التنوع البيولوجي يمكن أن يزيد من الأمراض ويهدد الصحة العامة ويزيد من انتقال الأمراض من الحيوانات إلى البشر بينما، من ناحية أخرى، إذا حافظنا على التنوع البيولوجي، فإنه يتيح أدوات ممتازة لمكافحة الأوبئة مثل تلك التي تسببها الفيروسات التاجية، وفي حين أن هناك اعترافا متزايد بأن التنوع البيولوجي هو ثروة عالمية ذي قيمة هائلة للأجيال القادمة، فإن بعض الأنشطة البشرية لم تزل تتسبب بشكل كبير في تقليل عدد الأنواع ونظرا لأهمية تثقيف الجمهور وتوعيته بشأن هذه القضية. المجتمع العالمي مدعو إلى إعادة فحص علاقته بالعالم الطبيعي في حين أن المجتمع العالمي مدعو لإعادة تمحيص علاقتنا مع العالم الطبيعي،وعلى الرغم من جميع التطورات التكنولوجية التي نقدمها، نعتمد تمامًا على النظم البيئية الصحية والحيوية الحصول على مياهنا وغذائنا وأدويتنا وملابسنا والطاقة التي نستخدمها ويؤكد موضوع "حلولنا في الطبيعة" على الأمل وعلى التضامن وعلى أهمية العمل الجمعي على كل المستويات لبناء مستقبل معيشي منسجم مع الطبيعة. عام 2020 هو عام التأمل والفرص والحلول، فمن المتوقع، من كل منا، أن نجتهد لنعيد البناء بشكل أفضل باستخدام هذا الوقت لزيادة مرونة الأمم والمجتمعات بينما نتعافى من جائحة فيروس كورونا، وعام 2020 هو العام الذي يمكن للعالم، أكثر من أي وقت مضى، أن يشير إلى إرادة قوية في اطار عالمي لمواجهة التحديات المتصلة بفقدان التنوع البيولوجي بما يخدم البشرية وجميع أشكال الحياة على الأرض.