يبدو أن تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخاصة بموت حلف الناتو سريريا، وتعرضه للتهديد، كان لها صدى واسع على الأخير، ما جعله يتحرك لأخذ خطوات مهمة بشأن مستقبله. ووفقًا لصحيفة "جارديان" البريطانية، يدرس حلف الناتو، اقتراحا بإنشاء مجموعة من الخبراء للتجديد في مستقبله، على أن يتم مناقشته في القمة المقرر أن تعقد ديسمبر المقبل، في الذكرى السبعين لتأسيس الحلف. واقترح وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، هذه الفكرة، وذلك عقب حديث الرئيس الفرنسي وتصريحاته المثيرة للجدل حول عدم التنسيق بين حلفاء الناتو حول سوريا. وقال وزير الدفاع الفرنسي، فلورنس بارلي، إن الوقت قد حان ليس فقط لمناقشة ما إذا كان الناتو قد مات سريريا، إنما مناقشة مستقبله. وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج رحب بالمبادرة، إلا أن اقتراح إنشاء فريق من الخبراء، لم يحظ حتى الآن بقبول عالمي حتى في ألمانيا، حيث قالت شخصيات بارزة إن الفكرة تعد تنازلا عن المسؤولية من قبل أولئك الذين يرغبون في تأجيل اتخاذ قرارات صعبة بشأن مستقبل أوروبا. وقال أوميد نوريبور المتحدث باسم الشئون الخارجية في ألمانيا: "في كثير من الأحيان، تصبح لجان الخبراء مجرد ساحات للتهرب من المسؤولية". وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال لمجلة "إيكونوميست" إن حلف شمال الأطلسي في حالة "موت إكلينيكي"، مشيرا إلى الافتقار للتنسيق، وعدم القدرة على التنبؤ بالسياسة الأمريكية، في ظل قيادة الرئيس دونالد ترامب. وحثّ أوروبا على البدء في العمل كقوة استراتيجية عالمية، وذلك قبيل قمة للحلف في لندن مطلع ديسمبر.
