حثت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الإدارة الأمريكيةالجديدة على إيلاء المزيد من الإهتمام واتخاذ ما وصفته الصحيفة بالمزيد من الخطوات الحازمة في التعامل مع مصر، لاسيما فى ظل ما يلوح فى الافق من أزمات قد تقوض من جهود عملية الانتقال الديمقراطية، حسب قول الصيحفة. وانتقدت الصحيفة فى تحليل أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس تعامل الادارات الامريكية مع مصر على أنها "مشكلة اقتصادية" في المقام الأول رغم أنه لا يمكن الفصل بين الأزمة الإقتصادية والأزمة السياسية، واعتبرت الصحيفة أن الاضطرابات الحالية التي تشهدها مصر إنما تقع على عاتق الحكومة الحالية وسابقتها لفشلهما في بناء عملية سياسية شاملة. ورأت الصحيفة أنه برغم كون جماعة الإخوان المسلمين هى الجماعة الأقوى والأكثر تنظيما في مصر،إلا أنها لا تحظى بدعم أغلبية أبناء الشعب المصري حسب قول الصحيفة الامريكية ، كما لا يمكنها فرض رغبتها على الوطن خاصة مع استمرار روح الثورة، مؤكدة أن الرئيس محمد مرسي لا يمكنه اتخاذ قرارات ملحة مثل وقف دعم الوقود، وإعادة هيكلة وزارة الداخلية، وذلك لأن الكثيرين في البلاد على استعداد للنزول للشوارع بأقل استفزاز يحدث. واستنادا إلى ذلك، يبدو أن مصر باتت تشهد حالة من الاستقطاب بين الإسلاميين وغير الاسلاميين،الأمر الذي أدى إلى تشكيل "جبهة الإنقاذ الوطني" من قبل بعض أحزاب المعارضة اليائسة،والتي تشهد هى الأخرى انقساما داخليا بين من يريد إجبار الرئيس مرسي على السعي نحو حل وسط وبين من يريد الإطاحة به من السلطة. و قالت الصحيفة فى تحليلها- " انه وبالرغم من أن الكثيرين يفضلون المضى قدما في الإصلاحات الاقتصادية اللازمة للحصول على قرض صندوق النقد الدولي، إلا أن العديد أيضا يرى ضرورة تعبئة الاحتجاجات في الشوارع ضد أي إجراء يتخذه الرئيس مرسي". وانتقدت الصحيفة رد فعل واشنطن على هذه الأزمة التي قالت انها تنذر بغرق السفينة في ظل العديد من الصراعات الدائرة بداخلها ، وانتقدت الصحيفة فى هذا الخصوص مواقف واشنطن على الصعيدين السياسى والتجارى والعسكرى إزاء مصر بما فى ذلك دعوتها للرئيس مرسى ليقوم بزيارة لواشنطن واستمرارها فى تقديم المعونة العسكرية لمصر فضلا عن الصمت على ما وصفته الصحيفة /بترهيب الأغلبية في مصر، اضافة الى توثيق الادارة الامريكية لعلاقاتها مع جماعة الإخوان المسلمين. واعتبرت الصحيفة فى هذا الخصوص أن الوقت قد حان لانتهاج منهج جديد وان الإدارة الأمريكية والكونجرس مطالبان باجراء مراجعة شاملة للمساعدات العسكرية والاقتصادية المقدمة لمصر ، وتساءلت الصحيفة عما يحتاجه الجيش المصري لتحقيق الامن في سيناء؟ مجيبة بانه قد لا تكون طائرات اف- 16 مشيرة الى ان المساعدات السابقة كانت مشروطة بإحداث تقدم ملموس في عملية الديمقراطية، ولكن الإدارة تصر على التهاون في الأمن القومي، وتقديم المساعدة بالرغم من سلوك مصر، ومن ثم يتعين على الكونجرس الا يوافق على هذا التنازل في المعونة القادمة. وفي السياق ذاته،اقترحت الصحيفة أن يتم تأجيل زيارة الرئيس مرسي المزمعة إلى واشنطن، حتى يثبت وجود التزام صادق بالعمل مع جميع أطياف المجتمع المصري، والسماح بوجود حرية حقيقية لجميع المواطنين- حسب قولها- فضلا عن حل الوضع المثير للجدل للمنظمات غير الحكومية الأجنبية،ذات التمويل الأجنبي، مما يعنى أيضا إنهاء اضطهاد الصحفيين وشخصيات المعارضة والالتزام بإصلاح الشرطة وتقديمهم للمحاسبة وبناء توافق في الآراء بشأن المسائل الحساسة مثل الدستور وقانون الانتخابات". ورأت الصحيفة أن أمريكا تعيد الخطأ الإستراتيجي ذاته الذي ارتكبته في عهد مبارك، الذي رفض إجراء الإصلاحات مما تمخض عنه اندلاع ثورة ميدان التحرير وهو ما وصفته الصحيفة بأنه بمثابة "تدليل للرئيس مرسى فى لحظة حرجة" حسب تعبيرها. ودعت الصحيفة فى ختام تحليلها واشنطن لان تستخدم كافة خيارتها من المعونة العسكرية والاقتصادية، ونفوذها على صندوق النقد الدولي والمقرضين الدوليين لحث الرئيس مرسي على للتوصل إلى تسوية مع القادة السياسيين العلمانيين، وقادة المجتمع المدني بشأن القضايا السياسية وقضايا حقوق الإنسان لإعادة الأمن والاستقرار للبلاد وتوجيه دفة الاقتصاد إلى مسارها الصحيح.