قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن الخلاف الذي يحيط بظروف مقتل الشاب المصري محمد الجندي عضو التيار الشعبي المعارض يذكر بقضية مقتل خالد سعيد التي أشعلت فتيل الثورة المصرية. وأوضحت الصحيفة أن خالد سعيد قُتل على أيدي رجال الشرطة وفق شهادة أسرته واصدقائه وشهود عيان، إلا أن الجهات الأمنية نفت الواقعة وقالت إنه توفى إثر ابتلاعه لفافة من مخدر "البانجو"، وهو الأمر الذي يشبه إلى حد كبير قضية محمد الجندي الذي يقول أصدقاؤه وأسرته إنه تم تعذيبه من قبل أفراد الشرطة أثناء احتجازه عقب التظاهرات المناهضة للنظام يوم 4 فبراير، بينما تنفي الجهات الأمنية الواقعة وتقول إن الجندي توفى بعد أن صدمته سيارة. وذهبت الصحيفة إلى أن المعارضة المصرية تتهم الحكومة الإسلامية الحالية بتغطية تعذيب قوات الشرطة لمعارضي النظام في السجون، وتعمد إخفاء الأدلة، خاصاً بعد تقرير الطب الشرعي الذي أكد فيه أن الجندي فقد حياته اثر حادث سيارة، في الوقت الذي تؤكد فيه اسرته أن الشرطة كانت تعذبه عن طريق الصعق بالكهرباء في لسانه ورقبته وضربه بقسوة في رأسه. وأضافت الصحيفة أن وزير العدل المصري أكد أن الجندي توفى في حادث سيارة، رغم تأكيد رئيس هيئة الطب الشرعي أن التقرير ليس نهائياً، لكن أسرة الجندي تقول إن لديها تقارير طبية أخرى تؤكد أن وفاته جاءت بسبب التعذيب من أطباء شاهدوا حالته. وتقول المعارضة المصرية إن جهاز الشرطة لايزال يستخدم نفس الأساليب القمعية التي كان يستخدمها ضد معارضي نظام مبارك.