أكدت السفيرة مني عمر، مساعد وزير الخارجية لشئون أفريقيا، أن الدول الأفريقية وقاداتها وشعوبها لن تسمح بعودة الاستعمار مجددًا للقارة . وحول المخاوف من عودة الاستعمار الفرنسي للقارة الافريقية "مشروع السودان الفرنسي" في ضوء تدخلها العسكري في مالي، نفت السفيرة منى عمر خلال لقائها بالمحريين الدبلوماسبيين أن يكون التدخل الفرنسي بهدف تحقيق مصالح اقتصادية في مالي . وقالت إنه جاء خشية من أن يمتد نشاط الجماعات الارهابية ويتخطي حدود البحر المتوسط الي اوروبا والدول الافريقية لديها تعهد من فرنسا بانه عند اكتمال وصول القوات الافريقية والبدء في ممارسة مهام عملها فان فرنسا سوف تنسحب بقواتها. وأضافت أن الموقف المصري يرفض اي تدخل اجنبي في القارة الافريقية كمسألة مبدأ لكننا في مسألة مالي نتفهم دواعي التدخل الفرنسي لوقف العدوان الذي كان يستهدف الوصول الى العاصمة المالية واسقاط دولة مالي. وأوضحت أن هذا التدخل الفرنسي جاء بناء على طلب من رئيس مالي الى نظيره الفرنسي وبموافقة دول غرب افريقيا وبناء على تشاور أجرته فرنسا مع الاتحاد الافريقي وتحرك تم في هذا الشأن في مجلس الامن. وأشار إلى أن القوات الفرنسية ستكون بمثابة مقدمة للقوات الافريقية التي بدأت بالتوافد على مالي بالفعل وستقوم القوات المالية بنفسها بتطهير المدن في مالي من العناصر الارهابية والانفصالية . وقالت عمر تعليقا على نتائج القمة الافريقية الاخيرة في أثيوبيا ، إن الرئيس مرسي أكد في كلمة مصر التي وجهها للقمة على أن الحل العسكري لا يمكن ان يكون وحده الحل في مالي بل انه من الضروري ان يكون هناك حل سياسي و مسار تنموي لعلاج هذه الازمة . وأوضحت أهمية منطقة الساحل والصحراء باعتبارها امتداد للامن القومي المصري ، موضحة أن الجماعات الارهابية والانفصالية في هذه المنطقة يمتد نشاطها من غرب افريقيا حتى حدود مصر وتنشط في مجال تهريب السلاح والمخدرات. وأضافت بهذا الصدد أن مصر تقدمت بمبادرة لتوفير الامن الغذائي لمنطقة الساحل والصحراء من خلال انشاء مشروعات لتوفير الامن الغذائي لهذه المنطقة عن طريق حفر آبار واقامة صناعات لتجفيف وحفظ الحاصلات الزراعية . وأوضحت السفيرة منى عمر أن موضوع مالي سيطر على اعمال قمة الأتحاد الأفريقي الاخيرة ووقفت دول غرب افريقيا على قلب رجل واحد في هذا الموضوع مساندة التدخل الفرنسي . وأكدت أن الخطة العسكرية تشير إلى العمل على إستعادة المدن من يد الانفصاليين على أن تقف هذه القوات الافريقية خلف القوات المالية في تطهيرها للمدن واستعادة الامن في ربوع شمال مالي ، مشيرة إلى أن هناك تنسيقا يتم بين دول المنطقة خاصة ليبيا ، وتونس ، والجزائر حتى لا يتكرر ما حدث في مالي بمناطق اخرى. وردا على سؤال حول المساعدات التي ستقدمها مصر لمالي وعما إذا كانت مصر ستساهم في دعم العمليات العسكرية الفرنسية ؟ قالت إن مصر ضد أي تدخل عسكري أجنبي في دول القارة السمراء من حيث المبدأ ولكننا نتفهم دواعي فرنسا لهذا التدخل الذي جاء بناء على طلب من دولة ذات سيادة، ولكن مصر مستعدة لتقديم الدعم غير العسكري للقوات الافريقية سواء عن طريق بناء القدرات للجيش المالي او توفير المواد الغذائية والمعونات الفنية واللجوستية مساهمة منها في بناء قدرات الجيش المالي . وأضافت أن مصر حريصة على دعم مالي لأنها دولة صديقة وتربطنا بها علاقات قوية وتاريخية ولا يمكن أن نتركها أن تواجه هذه الازمة دون مساندتنا. وأشارت إلى أن مؤتمر المانحيين الذي عقد في أديس أبابا يوم 29 يناير الجارى تعهد بتقديم 455 مليون دولار للقوات الافريقية التي ستنتشر في مالي وهو نصف المبلغ الذي طلبه الاتحاد الافريقي لتمويل مهمة هذه القوات، موضحة ان هناك اجتماعا قادما سيعقد في بروكسل 5 فبراير القادم ومن المنتظر أن يوفر مزيد من التمويل لهذه القوات. وأوضحت السفيرة مني عمر أن دول الاتحاد الإفريقي وافقت على التبرع لدولة مالي خلال القمة الافريقية الاخيرة باديس ابابا ب50 مليون دولار لدعم الحكومة المالية في السيطرة على أراضيها . وذكرت أن القوات الأفريقية قد بدأت بالفعل بالتوافد على مالي حتى تشاد البعيدة عن هذه المجموعة ستشارك ايضا بالفى جندي التي تتشابه طبيعتها الجغرافية مع طبيعة مالي وتعتاد قواتها على العمل في هذه الظروف المشابهة..مضيفة انه سيتم تجميع كل القوات الافريقية التي تم ارسالها تحت قيادة واحدة.