نفت السفيرة منى عمر مساعد وزير الخارجية للشوون الأفريقية بشدة ان تكون مصر تقدم مساعدات للعمليات العسكرية الجارية فى مالى. وقالت فى مؤتمر صحفى عقدته اليوم بمقر وزارة الخارجية ان مصر ضد التدخل الاجنبى فى اى دوله من دول القارة السمراء، وبالتالى فأن مصر لا تقدم تمويل للعملية العسكرية الفرنسية الجارية فى مالى، غيراننا من منطلق علاقاتنا بمالى والاتحاد الأفريقى فأن مصر على استعداد لتقديم الدعم غير العسكري للقوات الافريقية سواء فيما يتعلق ببناء قدرات الجيش المالي من خلال توفير المواد الغذائية والمعونات الفنية و اللجوستية مساهمة من جانب مصر في بناء قدرات الجيش المالي. وأشارت الى أن قرار القمة الافريقية بتشكيل قوات إفريقية صدر دون تحفظ من إى دولة بما فيها مصر التى تدعم دولة مالى كدولة شقيقة لدينا معها علاقات تاريخية مضيفا ان الدعم المصرى لمالى سيكون بعيدا عن التدخل العسكري منوهة الى ان مؤتمر المانحين اتفق يوم 29 فى أديس أبابا على تخصيص 455 مليون دولار لتمويل العمليات العسكرية الافريقية فى مالى وهو تقريبا نصف ما طالبت به الدول الأفريقية. وأوضحت السفيرة منى عمرو ان مصر ضد التدخل الأجنبي كمبدأ ولكننا نتفهم الأسباب التى دعت فرنسا للتدخل واشارت الى أن موضوع مالى كان مسيطرا على القمة الافريقية التى عقدت فى أديس أبابا مؤخراً وقد كان هناك موقف موحد من الدول المشاركة خاصة دول غرب أفريقيا بالنسبة للتدخل الفرنسي الذى تم بناء على طلب من رئيس مالى لرئيس فرنسا كما أجرت فرنسا مشاورات مع الاتحاد الأفريقى ومفوض مجلس السلم والأمن الأفريقى ومع دول المنطقة وتحركت بناء على قرار 2085 لمجلس الأمن خاصة أن الجماعات التى انتشرت فى شمال مالى ليست جماعات اسلامية و لكنها ترفع شعار الاسلام و تتخفى وراءه بل وهى جماعات انفصالية يتم تمويل بعضها من جماعات تعمل فى تجارة السلاح و المخدرات ومرتبطة بالقاعدة فى المغرب العربى، وهى تعمل على انفصال شمال مالى ولهذا كان لابد من التدخل العسكري لان انتشار الإرهاب فى شمال أفريقيا سيمتد آثاره إلى الدول الأوروبية كما ان تلك الجماعات كادت أن تصل إلى العاصمة باماكو مما هدد بسقوط مالى فى أيأدى تلك الجماعات مضيفا ان كلمة مصر استندت فى القمة الافريقية على أهمية تحقيق التهدئة فى مالى وإيجاد حل سياسى وحل تنموى وفكرى. وبخصوص تشكيل قوات الايكواس الأفريقية والتى ستحل مكان القوات الفرنسية بعد انتهاء المهمة أشارت منى عمر أن معظم الدول الافريقية المشاركة فى القمة أوضحت أنها ستساهم بقوات فى الايكواس و ليس فقط الدول المجاورة إلى مالى فحتى تشاد أعلنت أنها ستشارك ب200 جندي نظرا للتشابه الجغرافي بين مالى و تشاد و من المنتظر تجميع القوات من الدول المشاركة لتستطيع التحرك بقيادة موحدة و ستكون القوات المالية فى الصدارة. وحول تعقيد الأزمة فى مالى قالت ان كلمة مصر أكدت ان الحل العسكري لا يصلح ان يكون وحده فلابد من وجود حل سياسى ومسار تنموى لأن شمال مالى عانى من التهميش من الحكومة المركزية وبالتآلى لابد من بدأ جهود تنموية وعملية مصالحة سياسية لأن هذا هو الأساس لحل قضية مالى، مشيرا الى أن التدخل العسكري إجراء موقت لوقف العدوان و الحل لابد أن يكون سياسى وتنموى. وعن امكانية عودة الاستعمار الفرنسي أكدت منى عمر انه لن يسمح احد بعودة الاستعمار الفرنسى او غيره و هو أمر غير مطروح على الإطلاق. وذكرت أنه لم يكن هناك معلومات كافية عن طبيعة الجماعات فى مالى و تم تصوير الأمر و كأنها مواجهة مع جماعات إسلامية و لكنه عدد كبير منهم جماعات إرهابية مما يهدد بانتشار خطر الإرهاب إلى مصر و شمال أفريقيا. وحول الضوابط لعدم تحول التدخل الفرنسي لاحتلال دائم أشارت ان هناك تعهد فرنسى بالانسحاب عند تدخل القوات الافريقية مشيرا ان هناك متابعة مستمرة لهذا الأمر من جانب مجلس السلم و الأمن الافريقى حيث سيتم عقد اجتماعا فى 5 فبراير القادم فى بروكسل لبحث تطورات الأمر و المدى الذى وصلت اليه تشكيل القوات الافريقية و تمويلها.