كارثة بيئية جديدة يتعرض لها المسطح البحري بالبحر الأحمر, حيث كشفت دراسات وتقارير بيئية أصدرتها أكاديمية البحث العلمي و جمعية القناة للحفاظ علي البيئة بالسويس,عن ظاهرة شديدة الخطورة ليس فقط علي الثروة السمكية فحسب بل علي صحة الإنسان أيضاً.. وهي ظاهرة انتشار الطحالب السامة داخل المياه الاقليمية المصرية بالبحر الأحمر ..نتيجة إلقاء الاف الامتار المكعبة من المخلفات الصناعية للمصانع,بجانب الصرف الصحي الخاص بالقرى السياحية التي تواصل الصرف المتعمد للصرف الصحي بالبحر والتي تؤدي في النهاية إلي تكسير الكائنات البحرية بالبحر الأحمر وتتسبب في تحويل طعمها ورائحتها إلي ما يشبهه الصرف الصحي. وقال الدكتور راضي المصري,مدير جمعية القناة للحفاظ علي البيئة, هذا النوع الخطير من الطحالب يتمحور ويستهلك الكثير من أوكسجين المياه والأشد خطورة من ذلك هي الآثار الضارة لهذه الطحالب علي الإنسان نفسه حيث أنها تصيب الجهاز التنفسي وتؤدي إلي حدوث حالات قيء وغثيان ، فالأمر يحتاج إلي البحث عن علاج جذري لهذه المشكلة من حيث تحديد أنواع الطحالب ومؤشرات نموها ومنع الصيد أو الاقتراب من هذه المناطق الملوثة ، كما يتطلب الأمر علاج أهم أسباب انتشار هذه الظاهرة الخطيرة وهي وجود الكم الهائل من القرى السياحية علي شواطئنا سواء في البحر الأحمر وبخاصة خليج السويس وإلقاء مخلفات الصرف الصحي لها في مياه البحر والتي وصل الأمر إلي التأثير علي رائحتها ومذاقها. وأشار الدكتور راضي, إننا نحتاج إلي وقفة جادة لإجبار هذه القرى علي التوقف عن إلقاء مخلفات الصرف بهذا الشكل وضرورة اتخاذا اجراءت ومعالجات حقيقية قبل إلقاء مخالفات الصرف في البحر أو البحث عن بديل آخر غير إلقاء المخلفات بهذه الطريقة التي تؤدي ليس فقط لتدمير الثروة السمكية إنما أيضاء تطال صحة المواطنين. وأكد عباس عبد العزيز,النائب الاخواني بمجلس الشعب السابق بالسويس,أنه تقدم ببلاغات للنائب العام حول ظاهرة تسمم كميات واعداد كبيرة من الكائنات البحرية بالبحر الأحمر في مقدمتها الاعشاب والطحالب نتيجة قيام شركات المناطق الصناعية بخليج السويس بصرف مخلفات صلبة سامة وتعمدها تصريف مياه الصرف الصحي في مياه البحر,مشيرا انة قدم دراسات صادرة من أكاديمية البحث العلمي مدعمة بالصور والتحاليل الطبية التي تؤكد حدوث كارثة بيئية كاملة بسبب الصرف المتعمد للصرف الصحي ومخالفات المصانع السامة في مياه البحر. ويري بكري أبو الحسن,نقيب وشيخ الصيادين بالسويس, ان ظاهرة صرف الصرف الحي بمياه البحر قد تسببت فعليا في هجرة أعداد كبيرة وضخمة من الانواع النادرة للاسماك التي كانت موجودة وترعي في مياة البحر الاحمر في السابق بجانب انها تقضي وتقتل أسماك الزريعة,وان الضرر البالغ سببه خطوط الصرف الصحي التي تلقي المخلفات بالبحر دون معالجة,وقد أصابت بالفعل هذة الممارسات الغير صحية والملوثة مهنة الصيد التي دفعت الثمن نتيجة تزايد معدلات التلوث التي يتبعة في النهاية قلة كميات الاسماك الموجودة بالبحر الاحمر,ولهذا يجب تفعيل قوانين البيئة بشكل جاد حتي تتوقف هذة الممارسات التي اذا أستمرت بهذا الشكل ستتسبب في أزمة لا يعرف احد مداها. أما محمود عبد الرحمن، المدير السابق بادارة البيئة بالسويس,فيري أنة من المفترض أن يقوم وزير البيئة بارسال لجان مركزية من جهاز شئون البيئة بالوزارة,تقوم بمسح المناطق الملوثة وتراقب جميع المناطق الصناعية وتدرس الاحمال البيئية لخليج السويس والبحر الاحمر,لان لكل شئ طاقة وقدرة علي الاحتمال ولن يظل البحر والخليج يحتمل كثيرا هذة الاحمال البيئية. واكد مصدر مطلع بجهاز شئون البيئة بالسويس,قيامهم بتحرير عدة محاضر للمصانع والقرى السياحية التي تقوم بصرف مخالفتها بمياه البحر وذلك لمخالفتها القانون رقم 4 لسنة 1994,مع توجيه إنذارات بالغلق للمنشات التي لا تتراجع عن ذلك.
