أم المصلين لصلاة الجمعة، الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي إمام وخطيب المسجد الحرام، وتحدث عن القواعد الأصيلة التي ينبغي فهمها ومراعاتها والمبادئ الأساسية، التي يحتاج العبد أن يكون على ذُكر منها، أن ما كان لله يبقى وما كان لغيره يفنى فكل شيء كان لله فحقيق بالقبول وله النماء والبقاء، وما عدا ذلك فهو ذاهب وزائل لا محالة قال تعالى: ( أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف). واستدل بهذه الآية بقول القرطبي رحمه الله: في هذه الآية دليل على أن كل شيء ابتدأ بنية تقوى الله تعالى والقصد لوجهه الكريم فهو الذي يبقى ويسعد به صاحبه ويصعد إلى الله ويرفع إليه. وتابع خطيب المسجد الحرام: ولنا في قصة ابني آدم عبرةٌ وعظة قال تعالى: ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)، فلما كان هابيلُ متقيا لله مقرِّبًا قربانه لله ومخلصًا له فيه تقبله الله منه، ولم يَتقبل من قابيل الذي لم يكن تقيا. وعلى الضد من ذلك فمن لم تكن له نية صالحة وكان عمله لغير الله، بل كان يريد بعمله وسعيه ونيته الدنيا لم ينفعه ذلك قال تعالى: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا) وهكذا كل ما لم يكن لله لا ينفع ولا يدوم وفي التنزيل (فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).