* انتشار جرائم الاغتصام والتحرش بالجيش الإسرائيلي * محققو الشرطة العسكرية يحرجون المجندات بأسئلة جريئة * عضو بالكنيست: محاولة لتهويد الجيش تحاول وسائل الإعلام الإسرائيلية الترويج لفكرة الجيش الأخلاقي في محاولة لتكوين صورة ذهنية جيدة عن الجيش الإسرائيلي، سواء في الداخل أو في الخارج، لكن الوقائع التي تحدث داخل أروقة القواعد العسكرية المنتشرة في الشمال والوسط والجنوب، تعطي صورة مختلفة نهائيا عما يحاولون الترويج له، خاصة في ظل الفضاءات المفتوحة وعدم تمكن الرقابة العسكرية من السيطرة على كل ما يكتبه الجنود على وسائل التواصل الاجتماعي، أو تكميم أفواه المجندات ومنعهن من الشكوى لجمعيات المهتمة بحقوق المرأة في إسرائيل. منذ حوالي عام، كانت المجندة "ميتال" "اسم مستعار" ضحية لاعتداء جنسي، حدث ذلك عندما كانت تخدم في إحدى قواعد الجيش في الجنوب، وكان المعتدون مجندين يخدمون معها في نفس القاعدة العسكرية. لم يكن الأمر سهلا على ميتال أن تقدم شكوى أمام الشرطة العسكرية، حيث همست في أذني المحققة العسكرية بأن الجنود اغتصبوها، وبينما كانت ميتال تحكي تفاصيل واقعة الاغتصاب، قاطعتها المحققة وسألتها: "هل أعربت عن استمتاعك بأي شكل من الأشكال؟". تقول القناة الثانية الإسرائيلية إن المجندة أجابت على سؤال المحققة بالقول: "لا اعتقد ذلك"، ليس لأنها لم تفهم سؤال المحققة، بل لأنها لم تصدق أن هذا السؤال تم توجيهه لها". فبادرتها المحققة بسؤال آخر أكثر جرأة وفظاظة لكنها أجابت قائلة "لا .. بكل تأكيد لا". تشير القناة إلى أن الفتاة الإسرائيلية عرضت على محقق ثاني، لكنها فوجئت بأن المحقق يوجه لها أسئلة لا تقل جرأة وفظاظة عن تلك التي وجهتها لها المحققة الأولى، على الرغم من كونها فتاة وهو ذكر. ولفتت إلى أنه تم تحويل ميتال إلى محققة أكثر حنكة وخبرة من المحققين الأولين، لكن الأسئلة لم تكن أقل جرأة وفظاظة، وهو ما دفع القناة الإسرائيلية إلى التأكيد على أن هناك قصورا شديدا في الجانب المهني والأخلاقي للقائمين في التحقيق في مثل هذه الشكاوى بالشرطة العسكرية الإسرائيلية. وتنقل القناة عن مصدر كبير في الشرطة العسكرية قوله إن المحققين مضطرون لتوجيه مثل هذه الأسئلة، ويضيف في الحالات التي تشبه ميتال، يدعى المجند المتهم بالاغتصاب أن المدعية استمتعت وأن الاعتداء كان بموافقتها وبمحض إرادتها، ولذلك نحن مضطرون لتوجيه مثل هذه النوعية من الأسئلة. وتستطرد القناة قائلة إن حالة الفتاة ميتال ليست الوحيدة التي شابها الأسئلة المحرجة للضحية والتي تكشف عن عدم المهنية، بل إنها تمتلك ملفا يضم عشرات الحالات، تتضمن سلوكيات غير مهنية مع المجندات المشتكيات، وصلت في بعض الأوقات إلى اختفاء المتهمين نهائيا من غرف التحقيقات. تقول إذاعة الجيش الإسرائيلي، بحسب تقارير عسكرية رسمية، إن عام 2017 شهد حوالي 40 بلاغا عن حالات اغتصاب داخل قواعد الجيش، ولفتت الإذاعة إلى أن الخمس سنوات الماضية شهدت ازدياد في حالات الاغتصاب داخل القواعد العسكرية بنسبة 43%. تضيف عضو الكنيست، تمار زدنبرج، في تغريدة على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "نحن نعرف كل الحكايات، للأسف نعرفها جيدا جدا، في بعض الأحيان تكون حولنا نحن، الاعتداءات تكون من جانب أصحاب الصلاحيات في القاعدة العسكرية الذين يعتقدون أن كل شيئ مسموح لهم، الضابط الذي يدعو المجندة إلى الغرفة... إلخ". وتشير القناة السابعة الإسرائيلية إلى أن حالات التحرش والاعتداءات الجنسية في قواعد الجيش الإسرائيلي تزايدت عام 2017 فقط بمعدل 11%. ولفتت إلى أن 49% من الشكاوى كانت ضد مجندين نظاميين، و29% من الشكاوى كانت ضد ضباط وقادة كبارة. ويعلق عضو الكنيست، بتسلئيل سموتريتش، على الأرقام المذكورة سابا بالقول إن محاولة تهويد الجيش تجري على قدم وساق، زاعما أن نشر تلك الأرقام والبيانات الغرض منه هو وضعها كأداة ضغط لدى اليهود المتشددين الذين يعارضون الخدمة المشتركة في الجيش. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الجيش ينظر ويتابع بقلق شديد حوادث التحرش والاعتداءات الجنسية بين صفوفه، ولا يتهاون مع المتورطين في مثل تلك الجرائم سواء ضباط أو مجندين، ويتخذ إجراءات للقضاء على هذه الظاهرة مثل الدورات التثقيفية وغيرها.