رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، السبت، أن الانفجارين الدمويين اللذين هزا العاصمة السورية دمشق صباح الجمعة وأسفرا عن مقتل 40 شخصًا على الأقل، عززا الشكوك حول قدرة فريق المراقبة التابع لجامعة الدول العربية الذى وصل مؤخرًا إلى دمشق على إخماد العنف المتنامى فى هذه الدولة. وقالت الصحيفة، فى سياق تقرير نشرته على نسختها الإلكترونية: إن الانفجارين الذين استهدفا مبنى للمخابرات العامة وآخر للقيادة الأمنية هما نذير ما خشى محللون أن تكون مرحلة جديدة فى الانتفاضة المستمرة منذ تسعة أشهر، وقد انحت الحكومة السورية باللائمة على تنظيم القاعدة وهو زعم شككت فيه المعارضة السورية والحكومات ووكالات المخابرات فى الغرب على حد سواء. وأضافت الصحيفة أنه بغض النظر عن الذى نفذ هذه الهجمات غير أنها مثلت ذروة قاتمة لأسبوع هو بالفعل الأكثر دموية منذ بداية الانتفاضة ضد الرئيس السورى بشار الأسد في شهر مارس الماضي، وفى نفس الوقت مثلت هذه الهجمات لطمة على وجه المراقبين من جامعة الدول العربية الذين بدأوا الوصول إلى سوريا للضغط على السلطات السورية لوقف الهجمات على قوات المعارضة. ولفتت الصحيفة إلى أن الهجمات جاءت فى الوقت الذى تقاتل فيه قوات الحكومة جماعات من المنشقين المسلحين فى مناطق عدة من سوريا رغم الاتفاق مع جامعة الدول العربية بسحب القوات من المناطق السكنية"، مشيرة إلى أن الرئيس السورى، الذى يواجه معارضة محلية متزايدة وعقوبات دولية خانقة، ظل يتعرض لضغوط من المجتمع الدولة للسماح بدخول المراقبين ووسائل الإعلام المستقلة إلى بلاده. وذكرت الصحيفة أن الهجوم على مبنى للمخابرات العامة السورية يعكس تصاعدًا كبيرًا للاضطراب الذى شهد حتى الآن انتشار للجيش لقمع المتظاهرين فى مراكز المعارضة مثل مدينة حمص. ونقلت الصحيفة عن محللين مستقلين قولهم: إن الهجوم قد يشعل مشاعر الذعر والهلع فى قلوب المدنيين الخائفين خاصة فى دمشق التى ظلت حتى الآن بعيدة عن هذه الاضطرابات. وقالت الصحيفة إن الأسد وجه اللوم فى الانتفاضة على المتشددين والأجانب والعصابات المسلحة وبعد هجمات يوم الجمعة سارعت الحكومة إلى مصاحبة فريق جماعة الدول إلى مواقع الهجمات زاعمة أن الهجمات تؤيد ما قالته مسبقا وهى إن المسألة كلها مسألة فوضى لا انتفاضة شعبية.