"ذكر مصدر مسئول" .. كلمة تتردد كثيرا فى اوساط الاعلام المصرى على الرغم من انه تعبير يستخف بعقول الجمهور وهو لفظ لا يدرج الا فى دول العالم الثالث دون غيرها حيث انه تعبير لا يتصف لا بالمهنيه ولا الامانه فى النقل فإذا كان المسئول مسئولا فلماذا لا يتحمل مسئوليته تجاه الجمهور ويعلن عن هويته مادام كلامه محل ثقة ولماذا لا يتعامل الاعلاميون بمهنية ويقفون فى صف الجمهور مطالبين بحقه فى معرفة من "المسئول"؟! ترى عبير سعدي – عضو نقابة الصحفيين – هذه العبارات غير مهنية لكن لا يجب إلقاء العبء على الصحفي أو الإعلامي فقط بل تشاركه التشريعات التي تحول دون حرية تداول المعلومات ، وتؤخر صدور هذا القانون المطبق في دول العالم ، وتعد الهند نموذجا رائعا لتطبيقه ، حيث ان المواطن العادي اذا قصد معلومة من موظف عام ، ورفض أو تخاذل في تقديمها له ،يقع بذلك تحت طائلة القانون في الوقت الذي يعاني الصحفي والإعلامي المصري الأمرين ليصل إلى معلومة قد تكون غير موثوقة أو يخبره بها المصدر على استحياء!! وتؤكد أنه حال وقوع الصحفي في خطأ مهني بسبب هذه المصطلحات ، هناك مساءلة نقابية ، وإجراءات تصل إلى حدّ الشطب تبعاً لضخامة الخطأ ، ووفقاً للنسبة والتناسب. ويرى جابر القرموطي – الصحفي والإعلامي – أنه على كل الأحوال قانون الصحافة لا يجرم هذه العبارات ويقول: غالباً ما تنتشر المصادر المجهلة في دول العالم الثالث، وعندما نطالب بالكفّ عن استخدام هذه العبارات نجد أن البعض يواجه مشكلة الحفاظ على المصدر الذي غالباً لا يريد الإفصاح عن هويته ، في الوقت الذي يكون هو مصدرا بالغ الأهمية عند الصحفي ويأخذ عنه معلومات حقيقية لا مجال فيها للشكّ ، لذلك تظهر المصادر المجهلة حفاظاً على المصدر الحقيقي. ويقول عبد الناصر زهيري – رئيس تحرير جريدة الرحمة - كثيراً ما يكون الصحفي في موقف محرج مع مصدر معلوماته الذي يسعى للحفاظ عليه، ويقع بين خيارين كلاهما مر، إمّا أن يصرح بالمصدر ويخسره للأبد ، وإما أن يضحي بالخبر، لذلك يلجأ إلى هذه العبارات ليحافظ على الاثنين. ويستكمل زهيري : لكن في غياب الرقابة الذاتية وعدم الالتزام بأخلاقيات العمل الصحفي نجد البعض يضيف معلومات من اجتهاده الشخصي أو من مصادر ضعيفة ، ويصيغها على لسان مصادر مجهلة ، وهذا اساس المشكلة. نانسي عبد الهادي – المذيعة بالتليفزيون المصري - ترى أن هذه الأخبارغالباً ما تحمل جزءا من الصحة وآخر من الخطأ ، ومصدرها لا يحب أن يتحمل تبعات هذا الخبر، بالإضافة أنه لا يوجد من يمتلك الشجاعة الأدبية الكافية للإفصاح عن نفسه نتيجة أنه لا توجد أصلاً آراء قاطعة حتى في الثوابت . ويرى محمد طرابية – الصحفي والإعلامي – أنه برغم أن هذه الجملة تفقد جزءا من مصداقية الخبر لدى المتلقي إلا أن بعض الأخبار يستحيل نشرها إلا بهذه الطريقة ، فغالباً يخشى المصدر على نفسه من أن يلحقه أذى على خلفية تصريحاته وأحياناً أخرى يمتلك الصحفي المعلومه يقيناً ولا يمتلك المستند الدال على محتواها ، وهذا الطريقة متبعة عالمياً لأن الشفافية هناك ليست مطلقة!!