ظهرت مؤخرا تقليعة جديدة تعرف باسم " التحرش العكسي"، وهي إقدام بعض الفتيات على معاكسة الشباب في الشارع والجامعة..فما هو السبب في ذلك؟! في البداية، قالت ناسي وهي طالبة باحدى الجامعات .. "نعم اقوم احيانا بمعاكسة زملائي في الجامعة ولكن على سبيل التهريج وبصراحة مرة شفت واد "مز" ماشي في الشارع ومقدرتش امسك نفسي وعاكسته، و شجعنى طبعا وجود صديقات لي ولولا وجودهم لما تجرأت وعاكسته، والغريب ان رد فعله كان لذيذ جدا وتعرفت عليه واصبح الان من اعز اصدقائي ، وبسؤالها عن سبب قدومها على هذا الفعل قالت" المسألة ليست سوى نوع من الروشنة ولكن البنت هي البت لازم تخجل وتتكسف وتتلقى معاكسات من الشباب". وسألنا "سامح" ، وهو موظف بإحدى الشركات عما يمكن أن يفعله لو تعرض لهذا الموقف، فأجاب:" لم اتعرض لهذا الموقف من قبل ولكن اذا تعرض اكيد " هتكسف وهمشي ". من جانبه، قال الدكتور احمد عبدالله استاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق ل"صدى البلد" ان مفهوم العادات والتقاليد يختلف من فرد لآخر، ولا توجد قاعدة عامة ثابتة لتحديد ما الذي يعد سلوكاً لائقاً أوغير لائق، وما هو مقبول وغير مقبول فكل شخص له وجهة نظر خاصة به واسلوب تعامل مع غيره في المجال العام فلا توجد اسس لهذ التعامل فالحوار غائب في هذا المجال لكي نحدد ما هو الذي يجوز ومالا يجوز فعله" . وتابع: "نجد على سبيل المثال بعض الافراد لديهم مفهوم ان خروج البنت من المنزل في حد ذاته خطأ ، فيما لا يمانع البعض الاخر في خروج البنت وتأخرها اذا اقتضى الامر ذلك". واوضح الدكتور احمد عبد الله انه يمكن ان ترجع ظاهرة التحرش العكسي من البنت للولد الي اسباب مختلفة، منها انعدام الوعي ، لافتاً إلى أنه لم يعد الفراغ هو السبب وراء هذه الظاهرة، فكثير من الشباب الذكور والاناث يمارسون هذة الظاهرة على رغم من انشغالهم اكثر من 12 ساعة في العمل، ولكن نقص الوازع الدينى والاخلاقي هو اهم اسباب الظاهرة، وكذلك حالة "التفاهه العامة "التى من خلالها يريد الشباب من خلالها اثبات وجودهم فيما يعرف باسم "انا موجود انا بطلع صوت". وأضاف ان العنوسة تعتبر من اهم اسباب لجوء الفتيات الي هذة الظاهرة فهي تمثل ضغطاً على المجتمع ككل ولكن تزداد بشكل ملحوظ على الفتيات، ويرجع ذلك لنظرة الاهل والمجتمع للفتاة العزباء على انها فاشلة ولم تحقق اى نجاح من وجهة نظرهم حتى ولو كانت ناجحه في دراستها او عملها الا ان الزواج هو النجاح الوحيد حسب تصور المجتمع مما يجعل الفتاة تلجأ للفت الأنظار بحثاً عن عريس بمختلف الطرق والاساليب، كارتداء الملابس الملفتة و البهرجه في الالوان والاكسسوارات فهي بذلك تصل رسائل للشباب .