«أنا مش سلعة أنا إنسان»، شعار رفعه عدد من المشاركين فى الوقفة الاحتجاجية، التى أقامها عدد من النشطاء وشباب ال«فيس بوك» بالمقطم، أمس الأول لإعلان رفضهم التحرش الجنسى ودعوتهم لتشريع قانون مصرى يجرمه ويعاقب عليه. آسر ياسر، التى دعت للوقفة الاحتجاجية عبر مدونتها ومن خلال جروب 18أبريل اليوم المصرى لمواجهة التحرش قالت: «كل الستات تتعرض للتحرش بمختلف فئاتهن بمن فيهن المحجبات وحتى المنتقبات، وهذه جريمة يجب أن يعاقب عليها القانون». واعتبرت آسر انتشار التحرش سببه النظر للمرأة على أنها شىء وسلعة ولأنها الجانب الأضعف فى المجتمع يوجه لها هذا الشكل من أشكال العنف. وحول استجابة بعض الشباب والفتيات للدعوة، قالت آسر «الاستجابة معناها أن المشكلة عامة وليست شخصية». وأشارت إلى كيفية تعاملها مع أطفالها عند سؤالها عن ما حدث لها، فتقول: «أطفالى سما ونور صغيران على فهم المعنى الحقيقى للتحرش، لكنى أخبرتهما بأن هناك مجموعة من الشباب احتكوا بى واتصلت بالنجدة». وأضافت آسر أنها وجهت دعوة لنهى رشدى، التى حصلت قبل شهور على حكم قضائى ضد الشخص، الذى تحرش بها لحضور الوقفة، لكنها اعتذرت عن عدم الحضور لانشغالها بالدراسات العليا. وشارك آسر فى الوقفة الاحتجاجية، زوجها ووالدها وأخوها، واعتبرت أن هذا أكبر دعم نفسى يمكن أن تحتاجه أى امرأة أو فتاة فى حالة تعرضها للتحرش. ياسر رمضان، والد آسر، أكد أنه يشارك فى الوقفة الاحتجاجية لأنها مهمة لتوصيل رسالة للجميع برفض هذا السلوك العدوانى، وقال: «ما حدث لابنتى ممكن تتعرض له أى امرأة وهذا انتهاك لحرمة وحياء المجتمع رجال ونساء». أما المهندس طارق على، زوج آسر، فقال: «من حق البنات والسيدات أن يمشين فى شارع آمن والهدف من هذه الوقفة توصيل رسالة اجتماعية تقول إننا ضد التحرش وهى حلقة من حلقات أخرى بدأها المجتمع لمناهضة هذه الظاهرة». وأضاف أن هذه الأحداث تعكس النظرة الدونية للمرأة التى تؤكد أنها مستباحة فى مجتمعنا. مؤكدا أنه فخور بموقف زوجته، التى أصرت على عدم ترك حقها وملاحقة المتحرشين بها قضائيا. ورفع نشطاء من حملة «احمى أختك» على ال«فيس بوك» شعار «النهارده بتقول وأنا مالى بكرة يحصل لأختى وأمى وعيالى»، و»الانتماء هو الحل»، و«كلنا نهى رشدى كلنا آسر ياسر». وخلال الوقفة الاحتجاجية، التى شارك بها حوالى 20 شخصا، ما بين مصريين وأجانب تجمع عدد من حراس العقار وزوجاتهم وأطفالهم، ودار جدل واسع بينهم وبين المشاركين فى الوقفة حول التحرش الجنسى ومدى مسئولية المرأة عن ما تتعرض لها من اعتداء. رجب، حارس عقار بإحدى عمارات المقطم، قال «إزاى البنت تنزل لابسة عريان وهدوم مفصلة جسمها، ده لازم يحصل فيها كده دى تبقى قليلة الأدب». بينما قالت أم محمد، زوجة أحد حراس العقار بالمنطقة، «إحنا دايما بنشوف معاكسات بالعربيات وأنا نفسى فى ناس بتقفلى وتقول اركبى معايا أو يشدنى من ذراعى أو من الجلابية». وقالت ابنتها الطفلة ياسمين (7سنوات) «لما بمشى فى الشارع الصبيان بيعاكسونى ويقولى لى يا مُزة». وقال مصدر أمنى، رفض ذكر اسمه «ما حدث لآسر ليس تحرشا بالمعنى المفهوم، ولكنها مجرد معاكسة بالسيارة من جانب بعض الشباب»، وقال المصدر إن منطقة المقطم بها دوريات شرطة متعددة وحملات أمنية مكثفة كما سيتم افتتاح قسم جديد للتمكن من خدمة هذه المنطقة الكبيرة بشكل أفضل. وحول عدم وجود عساكر أمن مركزى وحصار للوقفة قال: «هؤلاء محترمون وليس هناك داعٍ لوجود حصار لهم»، إلا أن «الشروق» لاحظت وجود عربيتين للأمن المركزى على الجانب الآخر من تجمع المشاركين فى الوقفة الاحتجاجية. وكانت آسر ياسر أطلقت الدعوة لوقفات احتجاجية فى يوم 18أبريل واعتباره يوما مصريا لمواجهة التحرش الجنسى، عقب صدور حكم قضائى برأ المتهمين بالتحرش بها.