طالب خطيب جامع الأزهر الشيخ محمد زكى الدين القاسم، الشعب المصرى، فى خطبة جمعة اليوم، بضرورة التوحد والتفاهم مع القوات المسلحة ونبذ جميع الأفكار التى تؤدى إلى الاختلاف معهم من أجل الوصول إلى الهدف المنشود من أمن واستقرار وبناء البلاد. وقال إنه لا يعبر عن ما حدث فى الثورة المباركة أفضل مما قال الله عزوجل فى كتابه العزيز "لو أنفقت ما فى الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم". وأضاف أنه من الضرورى أن يعمل أبناء الشعب بقوة على الانتقال إلى مرحلة بناء الدولة المدنية الحديثة، فهذه الفترة لابد أن تتوحد فيها الأمه وتشتد فيها الهمة للبناء الحقيقى، وهذا يتطلب عملاً وجهدًا كبيرًا، ووثيقة الأزهر وضعت المعالم على هذا الطريق، وعلينا أن ننظر إلى الماضى لنأخذ منه النقاط الصلبة التى تساعدنا فى مستقبلنا، فنحتاج إلى الرجوع إلى سنة النبى والتأسى به صلوات الله وسلامه عليه عندما قام ببناء المدينةالمنورة بعد عهد تأسيس الدعوة الذى استمر ثلاثة عشر عاما، فالمدينةالمنورة جمعت شتاتًا من الناس من قبائل شتى مختلفة المقاصد والتقاليد ولكنهم اجتمعوا على مبادئ الاسلام، واختلفوا اوس وخزرج ومهاجرين فأدمجهم الرسول فى صيغة واحدة وهى المؤاخاة "تآخو أخوين أخوين"، فالاسلام لا يفرق بين الاديان ولا الفصائل، وانما يجمع بين الناس فى نسيج واحد، فليس فى الاسلام دولة دينية انما دولة حضارية.