حذر خبير الإغاثة المخضرم يان إيجلاند اليوم الأربعاء من أن اليمن يواجه مجاعة كبرى معبرا عن غضبه لعدم تحرك "من يملكون السلاح والسلطة" لإنهاء الأزمة. ويعاني اليمن حربا أهلية تدور رحاها منذ عامين ويواجه فيها الحوثيون المدعومون من إيران تحالفا تسانده السعودية، وتسببت الحرب في انهيار الاقتصاد وقلصت بشدة واردات الغذاء والوقود التي يعتمد عليها اليمن بشكل تقليدي. وتشير تقديرات متحفظة للأمم المتحدة إلى مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص وفقا لبيانات مستقاة من منشآت صحية لا تزال تعمل، ويخشى بعض الخبراء أن الرقم الفعلي قد يكون أعلى من هذا بكثير. ويرأس إيجلاند المجلس النرويجي للاجئين وهو أيضا مستشار للأمم المتحدة للعمليات الإنسانية في سوريا. وقال لرويترز عبر الهاتف من العاصمة اليمنية صنعاء إن الحرب في اليمن أصغر من تلك الدائرة في سوريا إلا أنها أدت إلى كارثة كبرى. وأضاف قائلا "كل جهودنا من خلال برنامج الأغذية العالمي وصلت إلى 3.1 مليون شخص من سبعة ملايين على شفا المجاعة هذا يعني بالأساس أن أربعة ملايين شخص لم يحصلوا على شيء في أبريل (نيسان) وأن هؤلاء الناس يدخلون في دائرة المجاعة الفعلية". ومضى قائلا لرويترز بعد أن زار صنعاء وميناء عدن وبلدة عمران "سنواجه مجاعة كبرى إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن حيث لا يحصل على المعونات الإنسانية إلا جزء من أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها". وقال إيجلاند إن الأزمة لا تلقى الاهتمام الدولي الذي تستحقه لأن عددا قليلا من الصحفيين والدبلوماسيين هم الذين يمكنهم دخول البلاد. * "أزمة من صنع الإنسان" قال إيجلاند "أنا أخرج من هنا غاضبا من أولئك الرجال الذين يملكون السلاح والسلطة داخل اليمن وفي عواصم المنطقة وعواصم دولية وهم عاجزون عن حل أزمة من صنع الإنسان... هذا ليس اختراع صاروخ". وأضاف أن نصف مليون طفل قد يهلكوا في أي وقت وأن هذا يحدث للكثيرين بالفعل داخل منازلهم "في هدوء وبشكل مأساوي". وحث إيجلاند الولاياتالمتحدة وبريطانيا على وقف الحرب إذ أنهما حليفتان للسعودية التي تقود تحالفا يسعى لإعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا إلى السلطة. وناشد إيجلاند السعودية وإيران ودولة الإمارات العربية في بيان منفصل الكف عن "سكب الوقود على النار". وقال إن كل الدول المعنية يجب أن تعمل باتجاه وقف إطلاق النار وإجراء "محادثات سلام ذات مغزى" وأيضا رفع القيود الاقتصادية والعقوبات التي تفاقم الأزمة الإنسانية. وخلال مؤتمر عقدته الأممالمتحدة الشهر الماضي لجمع مساعدات لليمن تلقت المنظمة الدولية وعودا قيمتها 1.1 مليار دولار وهو ما يمثل حوالي نصف المبلغ المطلوب للعام الحالي. وقال إيجلاند إن تدفق المعونات سيتوقف بحلول يوليو تموز ما لم يحدث ضخ فوري وقوي لمبالغ جديدة. لكنه قال إن السبيل لإنهاء الأزمة الإنسانية هو إنعاش الاقتصاد المنهار إذ لا يمكن الحفاظ على شعب من 27 مليون نسمة من خلال مساعدات إغاثة. وقال إيجلاند "عندما لا يكون لدى الناس دخل وعندما ترتفع أسعار الغذاء في السوق إلى ثلاثة أمثالها لا يملك الجوعى سوى النظر إلى الغذاء المعروض في السوق، لا شرائه" مشيرا إلى عدم وجود مخزونات غذائية في اليمن. ومضى قائلا "لا يوجد احتياطي ولا توجد مخازن هناك كما هو الحال في كثير من مناطق الحروب الأخرى التي زرتها. كل شيء يذهب مباشرة إلى أفواه الجوعى."