عبر الرئيس عبدالفتاح السيسى عن ما يمثله نصر أكتوبر 73 لشعب مصر وللعسكرية المصرية عندما قال يوم الأحد الماضى 6 أكتوبر بصفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»: سيبقى نصر أكتوبر المجيد نقطة فارقة فى تاريخ مصر المعاصر ورمزاً لشموخها وعزتها ففى مثل هذا اليوم سطر رجال العسكرية المصرية وقادتها أروع ملامح الفداء والتضحية لاسترداد أرض سيناء الطاهرة وضربوا المثل العظيم بمساندة شعب أعظم فى الصمود وتحقيق النصر ليؤكدوا أن التلاحم بين الشعب والقوات المسلحة هو الحصن المنيع الذى يصون الدولة المصرية طوال تاريخها حفظ الله شعب مصر وجيشها.. وكان الرئيس السيسى رئيس الجمهورية وفى اليوم السابق مباشرة يوم السبت 5 أكتوبر قد ترأس اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالقيادة الإستراتيجية، وبحث الرئيس عددًا من الموضوعات المتعلقة بحماية ركائز الأمن القومى المصرى على كافة الاتجاهات الإستراتيجية كما تطرق إلى الأحداث الراهنة التى تمر بها المنطقة ووجه الرئيس التحية لرجال القوات المسلحة لما يقدمونه من جهود وتضحيات لتظل راية الوطن عالية خفاقة ينعم شعبه بالأمن والاستقرار فى كل ربوع الوطن.. وفى إطار الاحتفالات بالذكرى الحادية والخمسين لانتصارات أكتوبر قام الرئيس بوضع أكاليل الزهور على قبر الجندى المجهول، وقبر كل من الزعيمين الراحلين محمد أنور السادات وجمال عبد الناصر.. ولا شك أن عظمة شعب مصر الضارب بحضارته فى عمق التاريخ رفض الهزيمة فى يونيو 67، وبعد شهور من النكسة المريرة، وانطلاقاً من مقولة ناصر الشهيرة «إن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة» بدأت ملحمة تحرير سيناء فى يونيو 1968 وانطلقت حرب الاستنزاف التى نقلت الإستراتيجية المصرية من مرحلة الصمود إلى مرحلة الردع.. وفى 28 سبتمبر 1970 توفى الرئيس جمال عبد الناصر ليجد السادات نفسه أمام أصعب الخيارات وهو الخيار الوحيد أمامه هو الإعداد لتحرير الأرض المحتلة وهو ما استمر على مدار أكثر من عامين.. وتعامل الزعيم السادات مع المعركة المنتظرة بالدهاء والخداع الاستراتيجى غير المتوقع بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة، ومن مظاهرها إبعاد الخبراء السوفيت من مصر.. وبعيداً عن مراحل المعركة وتطوراتها فقد انتهت المعركة رسمياً يوم 31 مايو آيار 1974 بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك وعمل وزير الخارجية الأمريكى هنرى كيسنجر وقتذاك وسيطًا بين الجانبين ووصل إلى اتفاقية هدنة ووقع الطرفان فيما بعد اتفاقية سلام شاملة فى «كامب ديفيد» عام 1979.. وكان نتيجة لذلك استرداد مصر لجميع أراضيها فى شبه جزيرة سيناء، وقبلها كانت مبادرة الرئيس الراحل أنور السادات وزيارته القدس فى نوفمبر 1977.. ولا ننسى فى هذا الصدد أن نشيد بمعظم الدول العربية التى قدمت مساعدات عسكرية واقتصادية لمصر.. ورغم تضرر مصر من وضع الملاحة فى قناة السويس وفقدانها ما يقرب من 6 ملايين دولار خلال الشهور السبعة أو الثمانية الأخيرة، فإنها حريصة على ممارسة سياسة متوازنة وتفضيل ضمان حماية الفلسطينيين فى غزة والدعوة لإيقاف إطلاق النار الفورى والعاجل، وأخيراً إعلان دعم مصر الكامل للبنان ووقوفها إلى جانبه فى هذه الظروف ورفضها المساس بأمنه أو استقراره أو سيادته ووحدة أراضيه.. وفى نفس الوقت فإن مصر حريصة على مواصلة مشروعاتها التنموية فى سيناء. وأكدت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولى أن شبه جزيرة سيناء تعد محوراً أساسياً من ضمن محاور وإستراتيجية التنمية، وأن إجمالى الاستثمارات العامة الموجهة لتنفيذ مشروعات فى سيناء ومدن القناة تسجل 530 مليار جنيه خلال 11 عاماً فى الفترة (14/2015 - 23/2024) وأن الخريطة الاستثمارية بالمنطقة تضمنت 557 فرصة استثمارية وصناعية..