أكد رئيس مجلس الشورى الايراني على لاريجاني أن "أي تحرك عسكري ضد بلاده سيكبد الولاياتالمتحدة الكثير.. لافتا إلى أن التهديدات التي يطلقها المرشح الجمهوري ميت رومني في إطار مساعيه الرامية للفوز بمنصب الرئاسة الامريكية،لا تعدو كونها خطابات دعائية يمكن تجاهلها وغض الطرف عنها .. على حد تعبيره. وأوضح لاريجاني - في مقابلة أجرتها معه صحيفة "فاينانشيال تايمز"البريطانية أوردتها على موقعها الالكتروني اليوم - أن رومني يسعى إظهار نفسه أكثر صرامة وشدة فيما يتعلق بأزمة الملف النووي الايراني عن منافسه الديمقراطي الرئيس باراك أوباما وأكثر تعاطفا مع مخاوف الاسرائيليين حيال هذا الشأن.. مضيفا أن المرشح الجمهوري يفتقر من الحكمة ما يجعله يدرك ويعي عواقب شن حرب ضد إيران". وشن المسئول الايراني هجوما على السياسات التي تنتهجها الولاياتالمتحدة تجاه منطقة الشرق الاوسط بوصفها "سلسلة من الاخفاقات والفشل"، مستبعدا أن يحقق أي من مرشحي انتخابات الرئاسة الامريكية تغيرا يذكر إذا ما فاز بمنصب الرئاسة. وعزا لاريجاني ذلك إلى أن"الانظمة السياسية داخل الولاياتالمتحدة هى من تصنع القرار وليس الافراد".. مشيرا إلى أن "الرئيس أوباما حينما وصل إلى السلطة منذ أربعة أعوام أطلق وعودا لم يبلورها بأفعال وتحركات ملموسة.. لذا فإنني استبعد حدوث تغيرات مهمة بعد الانتخابات ". على صعيد أخر، ذكر رئيس لاريجاني للصحيفة أن نجاح المحادثات التي تجريها بلاده مع القوى العظمى الست -الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا والصين وبريطانيا والمانيا- والتي شهدت تعثرا بعد إجراء ثلاث جولات فقط - تتوقف على توافر الرغبة لدى واشنطن لاجراء مناقشات تتسم بالصدق. والقى لاريجاني باللائمة على ما وصفهم "بخصوم بلاده في الغرب" في عرقلة مسار المفاوضات.. قائلا "ان المفاوضات ستؤتي ثمارها إذا ما صاغت واشنطن تصريحاتها العلنية والتي تقر بأحقية إيران في امتلاك طاقة نووية سلمية في شكل كتابات واضحة". في السياق ذاته، نفى المسئول الايراني مناقشة القادة الايرانيين فكرة الانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية رغم وجود تساؤل يتسم بالجدية بين المفكرين الايرانيين بشأن جدوى البقاء في المعاهدة بينما لا تزال تتصاعد وتيرة الضغوط الدولية على بلادهم لتقليص برنامجها النووي. وأضاف: أن الإسرائيليين لم ينضموا للمعاهدة ولا يعترفون بالوكالة الدولية للطاقة الذرية ويفعلون ما يحلوا لهم- مثل تصنيع قنابل نووية ولا أحد يحاسبهم". جدير بالذكر أن الصحيفة نشرت امس الجزء الاول من الحديث والذي تناول الشأن السوري كشف خلاله المسئول الايراني عن قيام النظام الإيراني بإجراء محادثات مع جماعات المعارضة في سوريا، متهما بعض الدول في الوقت نفسه بعرقلة جهود طهران لإيجاد حل سلمي للصراع في سوريا.