اعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية اليوم الجمعة، أن إقدام إسرائيل على ضرب المنشآت النووية الإيرانية هو الحافز الوحيد الذي سيزيد من بل ويبرر إصرار الإيرانيين على المضي قدما نحو تطوير وامتلاك قنبلة نووية. وحذرت الصحيفة - في مقال افتتاحي أوردته على موقعها الإلكتروني - من أن تقع الولاياتالمتحدة في أخطاء الماضي القريب، حال ما إذا دعمت وساندت ضربة إسرائيلية عسكرية للمنشآت والمفاعلات الإيرانية، مشيرة إلى أنه مهما اختلفت الآراء بشأن الحرب الأمريكية على العراق والإطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، إلا أنه من المؤكد أن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق تونى بلير قد ارتكبا خطأ جسيما باتخاذ قرار غزو العراق وأن الولاياتالمتحدة ستجازف بتكرار نفس الخطأ بدعمها ضرب إسرائيل للمنشأت النووية، بحسب الصحيفة.
وأضافت الصحيفة "أن التساؤلات التي تطرح نفسها حول كيفية رد الفعل الإيراني على تحرك إسرائيلي- أمريكي مثل هذا عادة ما تكون الإجابة عليه في إطار سطحي وضيق مثل منع حاملات النفط العبور من مضيق هرمز وإرسال صواريخ إلى حزب الله وتدبير لعمليات إرهابية غافلة بذلك ما هو أهم وأخطر".
ورأت الصحيفة أن ما هو أخطر يتمثل في احتمالات يطرحها دبلوماسيون أوروبيون فيما وراء كواليس المشهد يتمثل أولها في أن ضرب إيران سيوحد القيادة الإيرانية ويضعف من شوكة الساسة المعتدلين في طهران والمنشقين، مشيرة إلى أن الملاه الإيرانيين سيزعمون حينها صحة آرائهم وكل ما اعتادوا وصف الولاياتالمتحدة به خلال تصريحاتهم.
أما عن الاحتمال الثاني ، أوضحت الصحيفة أنه يتمثل في انسحاب إيران من معاهدة منع الانتشار النووي، معللة ذلك بأن الأسلحة النووية ستكون حينئذ هي رادعها الوحيد ضد أي عدوان غاشم آخر في المستقبل، إضافة إلى تعزيز موقف النظام الإيراني أمام الرأي العام وأبناء شعبه وما يروج له بأن العزلة التي فرضت على بلاده كانت ثمناً لحماسته في الدفاع عن السيادة الإيرانية.
وقالت الصحيفة "إن ربما قد لا يزال من غير الواضح إذا ما كان لدى الحكومة الإسرائيلية خطة محددة حول شن هجوم على إيران قبل حلول موعد إجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة في شهر نوفمبر المقبل، إلا أن الدلائل والمؤشرات تشير إلى أن كبار المسئولين في جهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد" والمؤسسة العسكرية الإسرائيلية يقفون ما بين متخوف وحذر من الإقدام على اتخاذ قرار كهذا وبين من يعارضه بشدة ". وأبرزت الصحيفة مخاوف عميقة باتت تعتري إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أن يتم الزج بها وتنجر إلى صراع إقليمي قبل موعد الانتخابات الرئاسية، في ظل تلميحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن ميت رومني المرشح عن حزب الجمهوري - والذي يخوض غمار المنافسة مع الرئيس أوباما على انتخابات الرئاسة الأمريكية - هو مرشحه للبيت الأبيض. وأضافت الصحيفة "أن ذلك إضافة إلى حالة القلق وعدم الارتياح حيال مؤشرات يقرأ من خلالها رغبة لدى نتنياهو في ابتزاز إدارة الرئيس أوباما وتبعث برسالة واضحة فحواها أنه إذا أجبرت إسرائيل على إبداء شيء من التعقل وضبط النفس الآن، يجب أن يتم دفع ثمناً لهذا لاحقاً". وأوضحت الصحيفة - في ختام تعليقها - أن الثمن سيكون التزاما من قبل الرئيس أوباما بموعد نهائي للمفاوضات بشأن برنامج طهران النووي يترك بعد انقضائه العنان للجيش الأمريكي بكامل طاقته لخوض حرب ضد إيران. مواد متعلقة: 1. عالم إسرائيلي يقترح إغلاق مفاعل ديمونا مقابل وقف ايران برنامجها النووي 2. الحاخام عوفاديا يوسيف يخفف من معارضته لقيام اسرائيل بمهاجمة ايران 3. صالحي: ايران لا تريد المواجهة مع اي بلد وكل ما تطلبه هو حقها الشرعي