سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مثقفون في نعي المفكر الراحل السيد ياسين : وضع تصورا لثقافة مصر .. وعبد المجيد : أهم علماء الاجتماع وكان متابعا لكافة التطورات التكنولوجية .. مفتاح : اصطدم بالإسلام السياسي
* مثقفون ينعون المفكر الراحل السيد ياسين * إبراهيم عبد المجيد : أهم علماء الاجتماع وكان متابعا لكافة التطورات التكنولوجية * الناقد ربيع مفتاح: السيد ياسين اصطدم بالإسلام السياسي.. وكان مؤمنا بالفكر الليبرالي * حسين حمودة : كان مغامرا وأعماله ربطت بين الأدب والمجتمع رحل عن عالمنا صباح اليوم الأحد الكاتب والمفكر السيد ياسين، عن عمر ناهز 98 عاما بعد صراع مع المرض. ونعت عدد من المثقفين الكاتب الراحل. ومنهم الدكتور هيثم الحاج علي رئيس الهيئة العامة للكتاب والروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد. وقال الكاتب إبراهيم عبد المجيد، إن الساحة الإبداعية فقدت قيمة كبيرة من القامات الثقافية في مصر، لافتًا إلى السيد ياسين واحدًا من أهم علماء الإجتماع، وعلم من أعلام المجتمع المصري. وأضاف في تصريحات خاصة، أن ياسين قارئ كبير للآداب وكافة الفنون، وكان على اتصال بالأدب الجديد والآراء الشبابية والحديثة، مؤكدًا أنه على الرغم من كبر سنه إلا أنه كان متابع لكافة الأجيال والتطورات التكنولوجية. وأشار إلى أن السيد ياسين من أوائل الشخصيات التي اطلعت على أعماله، منذ وقت مبكر، وأنهم دائما ما كانوا يلتقون ويتناقشون حول أعماله. وقال الناقد الأدبي حسين حمودة، إن السيد ياسين في تجربته الكبيرة، قدم إسهامات مهمة على مستوى الدراسات الإجتماعية والسياسية، واستطاع خلالها أن يواكب ويتابع الكثير من التغيرات في المجتمعات العربية خلال فترة طويلة، بالإضافة إلى أنه كان مغامرًا ومستشكفًا، في بعض دراساته التي ربطت بين الأدب والمجتمع. وأضاف حمودة في تصريحات خاصة، أن كتابات ومؤلفات ومقالات السيد ياسين المتناثرة والمتفرقة تستحق أن تجمع في سلسلة أعمال كاملة، كما يستحق المشروع الذي قدمه لوزارة الثقافة حول استراتيجية الثقافة المصرية قبل نحو عامين المناقشة والاهتمام. وأشار إلى أن مشروعه لثقافة مصر يقدم اقتراحات مهمة على سبيل وضع تصور لمستقبل الثقافة في مصر خلال الفترة التالية. وقال الناقد ربيع مفتاح،عضو لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة، إن الراحل الكبير السيد ياسين كان مؤمنا بالفكر الليبرالي، وكان يعتبر ذلك الفكر هو الحل. وأضاف في تصريحات خاصة، أن فكره الليبرالي كان يشجع اقتصاد السوق الحر، ويدعو إلى تداول السلطة من خلال أسلوب ديموقراطي في الحكم، موضحًا أنه كان من الطبيعي أن يصطدم بالأيديولوجيات الثابتة، وخاصة الإسلام السياسي لأنه كان يرى في جماعات الإسلامي محاولة للارتداد إلى الماضي في حين أن حقائق العصر ومعطياته يناسبها الاتجاه الليبرالي الذي تبناه المفكر الراحل. وأوضح أنه منذ أقل من عامين قام المجلس الأعلى للثقافة بتكليف المفكر الراحل السيد ياسين وأعضاء اللجان المشكلة والمكونة للمجلس بتجهيز مشروع ثقافي يكون جديدًا وملبيًا لاحتياجات الوطن والمواطن. وأشار إلى أنه بصفته عضوا في لجنة القصة بالمجلس، حصل على صورة من المشروع الذي أعده الراحل، وقاموا بمناقشته وكان هناك قواسم مشتركة ومرتكزات مشتركة بينهم وبين المشروع الذي أعده الراحل. وأوضح أن الفكر الذي تبناه الراحل امتداد للفكر الليبرالي الذي ازدهر في مصر بعد دستور 1923، والذي كان يعتبر الأمة هي مصدر كل السلطات، وهو امتداد لفكر الدكتور محمد حسين هيكل، وأحمد لطفي السيد، والدكتور طه حسين، وبذلك تكون مصر قد فقدت مفكرا ليبراليا مستقلا حرا. ولد السيد ياسين، في 30 أكتوبر عام 1919 في محافظة الإسكندرية، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة الإسكندرية عام 1957، ثم حصل على دبلوم معهد العلوم الجنائية، من كلية الحقوق، بجامعة القاهرة، عام 1968، كما درس القانون والعلوم الاجتماعية بجامعة ريجون، وجامعة باريس في الفترة من عام 1964 وحتى عام 1967. ومن بين هذه السنوات، يعد عام 1950، نقطة تحول بارزة في حياة السيد ياسين، ففي هذا العام استطاع أحد زملائه بالمدرسة أن يضمه إلى جماعة الإخوان المسلمين، وسرعان ما أصبح أخًا نشيطًا وحيويًا وموضع انتباه من الإخوة. وفي عام 1957، نشرت صحيفة "الأهرام" إعلانًا عن حاجة المعهد القومي للبحوث الجنائية، باحثين مساعدين من خريجي الحقوق والآداب، فتقدم السيد ياسين للاختبار، وانضم إلى المركز الذي أمضي فيه 18 عامًا، إلى أن تركه عام 1975، بعد أن أصبح مديرًا لمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام. وسافر "ياسين" للدراسة في باريس للحصول على رسالة الدكتوراه في القانون، ومكث عامًا ونصف العام في دراسة القانون المدني الفرنسي، إلا أنه ضاق ذرعه بقواعد المواريث الفرنسية المعقدة، فترك القانون لكي يتعمق في دراسة علم الاجتماع. وفي عام 1967، عاد السيد ياسين إلى القاهرة، وهو عام النكسة والهزيمة، الأمر الذي دفعه لدراسة المجتمع الإسرائيلي دراسة علمية، فإنضم إلى مركز الدراسات الفلسطينية والصهيونية بالأهرام عام 1968، وكان تأثير محمد حسنين هيكل على تكوينه في هذه المرحلة عميقًا، حين قرر تحويل المعهد إلى مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية. وبخلاف عمله بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عمل السيد ياسين، عضوًا في لجنة الدراسات الاجتماعية بالمجلس الأعلى للثقافة، وشارك في العديد من المؤتمرات المصرية والعربية والدولية كان آخرها بدعوة من المؤسسة الدولية للثقافة في واشنطن عن الثقافة في القرن الحادى والعشرين في يونيو عام 1997.. وقد وضع السيد ياسين استراتيجية قيمة عن الثقافة المصرية منذ عامين إلا أنها لا زالت حبيسة أدراج المسئولين. من أبرز مؤلفاته: "أسس البحث الاجتماعي" عام 1963، "دراسات في السلوك الإجرامي" عام 1995، "الشخصية العربية بين تصور الذات ومفهوم الآخر" في عام 1973، "مصر بين الأزمة والنهضة" عام 1990، و"تحليل مفهوم الفكر القومي" عام 1978. وحصل السيد ياسين على العديد من الجوائز والأوسمة ومن بينها: وسام الاستحقاق الأردني من الطبقة الأولى، عام 1992، وسام العلوم والفنون والآداب عام 1995، وجائزة أفضل كتاب في مجال الفكر عن كتاب "الوعي التاريخي والثورة الكويتية" من معرض القاهرة الدولى للكتاب في العام نفسه، بالإضافة إلى جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة عام 1996.