سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الدور على حلب بعد العراق».. أمريكا تطلق مبادرة لإقامة مناطق آمنة بسوريا.. وعربية البرلمان: محاولة لاستفزاز دول الخليج.. وبوتين لن يرضى بتدخل ترامب.. وإنهاء الحرب فى أراضي سوريا الحل
* مبادرة أمريكية بإقامة مناطق آمنة بسوريا * ولجنة الشئون العربية بالبرلمان: دماء الشعب السورى ثمن الصراعات * جمال محفوظ: أفلح ترامب إن صدق * أحمد إمبابى: روسيا لن تسمح بمبادرة ترامب بسوريا * فيصل الشيبانى: مبادرة الولاياتالمتحدة لا تعبر عن نوايا حسنة دائما ما تفكر أمريكا قبل اتخاذ أى مبادرة تجاه الشرق الأوسط، في حجم الثمار التى يمكن أن تجنيها، خاصة أن مصلحتها الأهم والأعلى، ففى مبادرة جديدة ممزوجة بنوع من الغموض السياسى أطلقها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يوم الجمعة بأن إدارته ستعمل على إقامة "مناطق آمنة" لمحاولة مساعدة المدنيين المحاصرين في الصراع الدموي السوري، وصفها البعض بأنها خطوة غير واضحة المعالم، إلا أن الأمر المؤكد أن هناك مصالح ستحققها أمريكا، من بينها كما أشار ترامب أن تلك المبادرة ستشكل الطريقة الأكثر فعالية لدعم المدنيين السوريين والحد من تدفق اللاجئين إلى البلدان المجاورة وإلى أوروبا. وعلى هذا يمكن التأكد من أنه لم يكن هم أمريكا إنقاذ الشعب السورى الذى يُكوى بنار الصراع بين الأطراف المختلفة بأراضيه، خاصة حلب التى هجرها أهلها بعد دمائهم السائلة من أجل الحفاظ عليها، وكعادتها تخفى أمريكا كثيرا من أهدافها وعدم الإفصاح عنها، إلا أن ترامب اكتفى فقط بتوضيح أنه: "سنعمل على إقامة مناطق آمنة، وسنجعل دول الخليج تدفع أموالا من أجل إقامة مناطق آمنة"، ولكن مع فشل تلك المحاولة في اتخاذ التدابير المناسبة، من شبه المؤكد أن الحرب في سوريا ستزداد سوءًا، ومن سيدفع الثمن هو الشعب السورى. ومع حديث ترامب، يأتى باراك أوباما ليقول «إن الفكرة من الصعب للغاية تطبيقها»، وبالتالى تزداد صعوبة تحديد موقف الولاياتالمتحدة من الإسهام فى حل الأزمة السورية، إلا أن نواب البرلمان، خاصة لجنة الشئون العربية أكدوا أن أمريكا تسعى للدخول فى سوريا لتكرار سيناريو العراق مرة أخرى، وتحقيق نجاح في مناطق معقدة فى الشرق الأوسط لم تستطع الاقتراب منها، الأمر الذى يستدعى ضرورة توحيد رؤي الوطن العربى واتخاذ مبادرات لا تقل أهمية عن تلك التى تطلقها الولاياتالمتحدة بهدف السيطرة وإثبات أن تكون هى الأقوى دائما فى المنطقة. وعن مدى نجاح أمريكا فى قدرتها على تنفيذ المناطق الآمنة فى سوريا، وإسهامها فى وقف نزيف حلب، وما هي أهدافها الخفية التى تسعى الولاياتالمتحدة لها جراء اتخاذ تلك الخطوة، يجيب نواب لجنة الشئون العربية عن هذه التساؤلات فى سياق التقرير التالى الذى أعده موقع «صدى البلد». من جانبه، عقب النائب جمال محفوظ، عضو لجنة الشئون العربية بالبرلمان، على مبادرة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بشأن إقامة "مناطق آمنة" لمحاولة مساعدة المدنيين المحاصرين في الصراع الدموي السوري، قائلا:" أفلح ترامب إن صدق". وأضاف "محفوظ"، فى تصريح ل"صدى البلد"، أن الخاسر الوحيد فى الصراع بين الأطراف داخل سوريا هو الشعب السورى، وهو وحده من يتحمل نتائج تلك الحرب، بالإضافة إلى أن مبادرة ترامب تأتى فى إطار إصلاح ما أفسدته الأنظمة الأمريكية السابقة، خاصة أن الولاياتالمتحدة لها يد بما حدث فى الدول العربية من ليبيا وسورياوالعراق". وأكد النائب أنه على ترامب تنفيذ مبادرته فى إطار يخدم الشعب السورى وحل النزاع القائم بين الأطراف المختلفة، بالإضافة إلى ضرورة وقف نزيف الدماء السورى. ولفت إلى أن الصراع المشتعل فى سوريا لم يوجد مناطق آمنة يحتمى بها الشعب السورى. من جانبه، عقب النائب أحمد إمبابى، وكيل لجنة الشئون العربية، على مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إقامة "مناطق آمنة" لمحاولة مساعدة المدنيين المحاصرين في الصراع الدموي السوري، قائلا إنها محاولة لاستفزاز لدول الخليج للحصول على أموال طائلة منهم، خاصة ما لديها من ثروات وبترول. وأضاف "إمبابى" أن تأكيد ترامب أنه ستتم إقامة مناطق آمنة فى سوريا من خلال إشراك الخليج ودفع أموال لإقامة هذه المبادرة، يعد انتهازا من الولاياتالمتحدةالأمريكية للفرص لاستخدام تلك الأموال لبلادهم، خاصة أن ترامب أكد منذ توليه الرئاسة الأمريكية أن الخليج عليه أن يدفع لأمريكا ثمن حمايتها له. وأكد النائب، أن المناطق الآمنة فى سوريا لا تتم إقامتها برعاية أمريكية، إلا أن الأمن سيسود حلب بعد انتهاء الحرب واقتلاع الإرهاب من أراضيها. وأشار إلى أن مبادرة ترامب يصعب تنفيذها على أرض الواقع نتيجة تدخل الجانب الروسى فى سوريا، بالإضافة إلى أن القضاء على الجماعات الإرهابية كان بيد الرئيس الروسى بوتين، قائلا: "روسيا لن تسمح لأمريكا بالتدخل فى سوريا، خاصة أن روسيا أقرب لحلب من ترامب". أما النائب فيصل الشيبانى، عضو لجنة الشئون العربية بالبرلمان، فقال إن مبادرة أمريكا بإقامة "مناطق آمنة" لمحاولة مساعدة المدنيين المحاصرين في الصراع الدموي السوري، لا تعبر عن نوايا حسنة للولايات المتحدة، خاصة أنها تفتح بابا جديدا للدخول إلى سوريا مثلما حدث فى العراق. وأضاف "الشيبانى" أن الدول العربية باعتبارها وطنا واحدا عليها اتخاذ تلك الخطوة بدلا من التدخل الأمريكى فى شئون العرب، لافتا إلى أن أمريكا تتخذ مخططا لدخول الدول العربية كما حدث فى العراقوسوريا، مؤكدا استحالة أن تكون الولاياتالمتحدةالأمريكية خائفة على الدول العربية.