ترامب بنى حملته الانتخابية على وعود جدلية زادت الأزمات العرقية في الولاياتالمتحدة ترامب يراجع قانون أوباما للرعاية الصحية ولا ينوي إلغاؤه التحقيق مع هيلاري ليس من أولويات ترامب الرئيس ترامب سيركز على الرعاية الصحية والوظائف والسيطرة على الحدود والإصلاح الضريبي شهدت الأيام الأخيرة تراجع رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية المنتخب دونالد ترامب وكبار مساعديه عن أهم الوعود الانتخابية التي قام بها ترامب خلال حملته الانتخابية. وبنى ترامب حملته الانتخابية على وعود جريئة أبرزها أن المكسيك ستدفع تكلفة بناء جدار عازل بينها وبين الولاياتالمتحدة، وكذلك تغيير قانون حماية المرضى والرعاية الميسرة (PPACA)، وكذلك منع دخول المسلمين إلى أمريكا. ومنذ فوزه غير المتوقع، يقول ترامب ومساعديه إن هذه المقترحات سيتم مراجعتها. وقال ترامب إنه خلُص إلى مراجعة قانون الرئيس أوباما للرعاية الصحية بدلا من إلغائه بالكلية، وذلك بعد أن التقي بالرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض. وأكد ترامب في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جونال الأمريكية أنه معجب جدا بفقرات في قانون الرعاية الصحية الحالية، منها رفض التأمين على الأمراض الموجودة مسبقا، ومنها ما يسمح بإضافة الأطفال على الخطط الصحية لأبائهم حتى سن 26 عاما. كما تفادى ترامب الإجابة على أسئلة وجهتها له الجريدة تتعلق بتعيين مدع عام خصيصا للتحقيق مع مرشحة الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون. وأشار ترامب إلى أنه لم يعطي الأمر الكثير من الاهتمام، لأنه يفكر في مشكلات مثل الرعاية الصحية والوظائف والسيطرة على الحدود والإصلاح الضريبي. وتتناقض هذه الللهجة عن الخطاب ترامب الكاسح في الحملة الانتخابية، حيث تعهد مرارا إلى إلغاء واستبدال هيئة مكافحة الفساد، بينما كان مؤيديوه يطالبون بحبس كلينتون. وهذا يزيد من حالة الضبابية التي تحيط بعملية الانتقال الرئاسي. وليس هناك ما يضمن أن يعود ترامب إلى استخدام لهجته الانتخابية القديمة، فهو شخص غير متوقع. واقتطع بعض مستشاري ترامب العديد وعوده الانتخابية م قائمة أهداف ترامب خلال أول 100 يوم من توليه منصبه الجديد، مما يزيد من قلة وضوح أهداف الرئيس الجديد مع اختلاط فهم مستشاريه لها. وكان مؤيدو ترامب عادة ما يهتفون "ابني الحائط" في إشارة إلى الجدار العازل مع المكسيك، إلا أن نيوت جينجريتش – أحد مستشاري ترامب – شكك في ما إذا كان الرئيس الجديد سيسعى لجعل المكسيك تدفع تكلفة هذا الحائط. وقال جينجريتش الخميس الماضي إن ترامب سيركز على السيطرة على الحدود، وليس على جعل المكسيك تدفع ثمن الحائط. كما أكد عمدة نيويورك رودولف جولياني – أحد أهم مستشاري ترامب – عملية بناء الجدار، دون أن يحدد جدولا زمنيا لذلك، وقال خلال مقابلة مع "سي إن إن" الخميس الماضي إن أمورا مثل الإصلاح الضريبي ستشكل أولوية أكثر من بناء الحائط خلال أول 100 يوم. كما أن حملة ترامب لم تشرح بعد الطريقة التي سيتم بها الترحيل الفوري لما بين 1-6 مليون من المهاجرين غير المسجلين. وقد أكد ترامب خلال حملته على عزمه طرد 11 مليون من المهاجرين غير الشرعيين خارج الولاياتالمتحدة. كما تراجع ترامب قليلا عن بعض الوعود التي تحمل تعارضا أخلاقيا أو دستوريا، مثل منع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة خلال العام الماضي، ليقول خلال العام الحالي إن الأمر يرتبط بالدول الراعية للإرهاب. وأكد ترامب بعد مقابلة مع قادة الحزب الجمهوري يوم الخميس الماضي إن أولوياته تتعلق بتأمين الحدود والرعاية الصحية وخلق الوظائف. وتجاهل ترامب الإجابة على سؤال لأحد الصحفيين حول منع كل المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة، ليشكر الصحفيين وينصرف. كما أكد السيناتور الجمهوري مايك روجرز - الرئيس السابق للجنة المخابرات في الكونجرس – أن حديث ترامب حول العودة إلى استخدام "الإيهام بالغرق" كطريقة لتعذيب المشتبه بهم في بجرائم الإرهاب، لم يكن إلا "دعاية اانتخابية". وتزداد الضغوط اليوم على ترامب للخضوع للمعتقدات المحافظة التي تخالف الوعوج الانتخابية التي قدمها. إذ أشار رئيس مجلس النواب الجمهوري بول رايان إلى احتمال تخفيض برنامج "ميدكير"، وهو ما يتناقض مع وعود ترامب بألا يمس برامج الاستحقاق. وفيما يتعلق بالتجارة الدولية، لا يُعرف ما إذا كان ترامب سيستمر في متابعة وعوده بزيادة الرسوم العقابية على الصين، وهو الذي وعد بمعاقبة الصين على تخفيض عملتها، ووعد في العديد من المناسبات بزيادة الضريبة على المنتجات الصينية إلى 45%. إلا أن ويلبور روس – أحد كبار مستشاري ترامب السياسيين – نفا خلال مقابلة مع موقع "ياهو فاينانس" الأسبوع الماضي أن يكون ترامب قد ألمح إلى هذا الأمر. وقال روس إن ترامب لم يقل هذا، بل قال إن هذا الإجراء سيستعمل كتهديد خلال المفاوضات مع الصين، إذا ما ظهر أن قيمة اليوان الحالية تتعدى قيمته الحالية بنسبة 45%. كما خاض ترامب حربا إعلامية ضد الاتفاق النووي مع إيران، كما أكد نائبه المحتمل – مايك بنس – إن الإدارة الجديدة "ستمزق" هذه الاتفاق. إذ قال وليد فارس – أحد مستشاري ترامب – إن كلمة "تمزيق" كبيرة، وأكد على أن ما سيقوم به ترامب هو مراجعة هذا الاتفاق، ثم يمرره للكونجرس، ليطلب من الإيرانيين تغيير بعض بنود الاتفاق، ثم يتم التفاوض. وأكد فارس على أن الاتفاق الحالي لن يكون مقبولا من إدارة ترامب. كما أن ترامب وعد بنقل السفارة الإمريكية في إسرائيل إلى القدس، التي تعتبرها الحملة "العاصمة الأبدية للشعب اليهودي" التي يجب الاعتراف بها عاصمة موحدة للبلاد. إلا أن فارس رفض قول تصريح حول الأمر خلال مقابلة مع قناة "بي بي سي"، وقال إن ترامب سيقوم بالأمر فقط من خلال إجماع شامل. وعلى النقيض أكد توماس فريدمان – مستشار لترامب –على أن نقل السفارة يعد وعدا انتخابيا تلتزم به الإدارة الجديدة كليا.