قالت الكاتبة الأمريكية ترودي روبين، إن لجنة نوبل انضمت إلى بقية العالم في خيانة الشعب السوري، عبر إخفاقها في منح جائزة السلام لمن يستحقونها بجدارة أكثر من غيرهم. ورأت روبين - في مقالها بصحيفة ال"فيلادلفيا إنكوايرر" - أن تلك كانت اللحظة المناسبة لمنح الميدالية لمنظمة ذوي الخِوَذ البيضاء، والتي تضم نحو ثلاثة آلاف متطوعا سوريا يندفعون في سبيل إنقاذ ضحايا الغارات والصراع الدائر هناك. وأضافت الكاتبة "أنه بينما القادة الغربيون يفركون أيديهم لدى تدمير موجات من قذائف البراميل المتفجرة عمدا لمستشفيات وقوافل إغاثة، فإن ذوي الخوذ البيضاء يكونون بصدد انتشال ناجين من تحت الأنقاض؛ لقد تمكن هؤلاء المتطوعون من إنقاذ ما يزيد عن 60 ألف مدني بينما فقدوا المئات من أعضاء منظمتهم". ونوهت روبين عن أنه في نفس الوقت الذي أعلنت فيه لجنة نوبل اسم رئيس كولومبيا فائزا بالجائزة، كانت الطائرات السورية تقصف مقر "ذوي الخوذ البيضاء" في مدينة حلب. وقالت الكاتبة "صحيحٌ.. أن الفائز بالميدالية خوان مانويل سانتوس، قد تفاوض على اتفاق سلام مع متمردي (فارك) على الرغم من أن الاتفاق تم رفضه في استفتاء شعبي، إلا أن العمل الذي يضطلع به ذوو الخوذ البيضاء هو أعظم تأثيرا على الصعيد العالمي". وأوضحت أن منْح الجائزة لذوي الخوذ البيضاء كان كفيلا بإعطائهم علامة على أن العالم لم ينسَ المدنيين السوريين، حيث يقول أحد أعضاء المنظمة "نحتاج نهاية للقتل، بحيث لا نكون محتاجين إلى الاستمرار في هذا العمل المدمر للحالة النفسية والمثير للاكتئاب". واختتمت روبين قائلة "تلك النهاية التي ينشدها ذوو الخوذ البيضاء لأعمال القتل في سوريا لن تأتي قريبا، لكن لجنة نوبل ضيعت الفرصة لمنْح بريقٍ من الأمل".
