ذكرت صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية أن خطأ تنظيم "داعش" القاتل في تقدير الأمر في الفلوجة قد يكون أقوى إشارة حتى الآن - على الأقل في العراق - على انهيار سريع لخلافته المزعومة. ووصفت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء - التقارير الأولية الواردة إلى مركز عمليات بغداد حول نتائج ضربة وجهتها طائرات أمريكية لقافلة مكونة من عشرات الشاحنات التابعة ل"داعش" كانت في طريقها للخروج من ضاحية جنوبية في الفلوجة من أجل الفرار قبل نحو أسبوعين بأنها كانت "غير معقولة". وأوضحت الصحيفة أن طائرات المراقبة بدون طيار التي أرسلت إلى المنطقة أكدت هذه التقارير. واجتمع ضباط الأركان حول الشاشات وأحدقوا النظر بنوع من الشك في ظل استمرار تزايد أعداد المركبات وسط غفلة من المسلحين أنه يتم استهدافهم من الجو. ورأت الصحيفة الأمريكية أن هذه فرصة لم يسبق لها مثيل، لافتة إلى أن "داعش" لطالما تجنب حشد قواته بأعداد كبيرة هربا من التعرض للضربات الجوية من جانب قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة، ولكن مسلحوه اجتمعوا في اختناق مروري نحو الجنوب من المدينة التي يبدو أنهم انسحبوا مذعورين إليها من الفلوجة، أي نحو 35 ميلا إلى الغرب من بغداد. وفي السياق ذاته، نقلت الصحيفة عن نائب قائد القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية اللواء جاي سيلفيريا، قوله إنه لم يكن هناك خطأ في الاستهداف، مضيفا أن هذا الأمر من شأنه أن يغير حسابات "داعش" خلال ما تبقى من الحملة التي تقودها الولاياتالمتحدة ضده. ولفتت "يو إس إيه توداي" إلى أنه وردت تقارير بالهجمات التي استهدفت القوافل في نفس الوقت التي وقعت فيه، غير أن التفاصيل الجديدة التي ظهرت من المقابلات والإحصاءات العسكرية للصحيفة تسلط الضوء على جهد غير مسبوق في استغلال هجوم بري سريع أكثر من كونه متوقع والذي أخذ المسلحون على حين غرة.
