أكد الامين العام للامم المتحدة بان كيمون في رسالته بمناسبة اليوم الدولي لحفظة السلام الذي يوافق 29 مايو من كل عام،أن الثقة التي يكنها العالم لأنشطة حفظ السلام التي تقوم بها الأممالمتحدة تتجلى في نموها الهائل في السنوات الأخيرة، سواء من حيث العدد أو التعقيد . وأضاف بان كي مون في رسالته التي وزعها المكتب الاعلامي للامم المتحدة بالقاهرة ، انه قبل خمسة عشر عاما، كان عدد الأفراد العسكريين وأفراد الشرطة لدى الأممالمتحدة يقل عن 40 الف فرد، أما اليوم، فإن عدد الأفراد النظاميين الذين يعملون تحت الراية الزرقاء يزيد على 105 آلاف فرد، ينتمون إلى 124 بلدا مساهما بقوات وبأفراد شرطة، إلى جانب الفا 18 من الموظفين المدنيين الدوليين والوطنيين ومتطوعي الأممالمتحدة ، وهؤلاء يجسِّدون أفضل خصال التضامن العالمي، إذ يعملون ببسالة في بيئات خطرة على توفير الأمن لبعض أكثر الفئات ضعفا في العالم. واشار بان كي مون الى انه على مدى السنة الماضية، أنقذ "ذوو الخوذات الزرقاء" المنتشرون في إطار 16 عملية من عمليات حفظ السلام في أنحاء العالم عددا لا يحصى من الأرواح، وعملوا على النهوض بالسلام وبث الأمل في النفوس ، ففي جنوب السودان، احتمى بقواعد الأممالمتحدة ما يربو على 200 ألف شخص من المدنيين الذين كانوا يخشون على حياتهم. وفي جمهورية أفريقيا الوسطى، دعم حفظة السلام بنجاح الانتخابات الرئاسية والتشريعية التاريخية التي وضعت هذا البلد الذي كان يعاني من اضطرابات شديدة على طريق السلام والاستقرار، وواجه حفَظة السلام الجماعات المسلحة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية وقاموا بنزع سلاح المقاتلين السابقين. أما في مالي، تكبّد حفظة السلام خسائر فادحة لم تثنهم عن تنفيذ الولاية المنوطة بهم ، وفي هايتي، ساعدت شرطة الأممالمتحدة وخبراؤها المدنيون على التخفيف من عنف العصابات ، وعندما شاعت المخاوف من انتشار فيروس إيبولا في أرجاء العالم، عمل حفظة السلام في ليبريا على توفير الأمن في الوقت الذي سعى فيه الخبراء الدوليون إلى احتواء تفشي الفيروس. وقال بان كي مون انه في بلدان كثيرة، حوّل أفراد الأممالمتحدة العاملون على مكافحة الألغام مناطق الخطر المزروعة بالألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب، بما فيها الذخائر العنقودية، إلى مناطق يمكن استخدامها للمدارس والمستشفيات والمزارع. وأعرب بان كي مون عن اسفه لأنه بازدياد حجم عمليات حفظ السلام وتعقدها وإنجازاتها ازدادت معها المخاطر أيضا، فقبل الألفية، كان عدد حفظة السلام الذين يلقون حتفهم كل سنة يناهز بضعة وثلاثين فردا؛ أما الآن فقد ارتفع هذا العدد إلى 120 في المتوسط. وأضاف انه في العام الماضي، بلغ عدد الذين لقوا حتفهم 129 شخصا، وينتمي حفظة السلام هؤلاء إلى 50 بلدا، وهم جاءوا من صفوف الأفراد العسكريين وأفراد الشرطة والموظفين المدنيين الدوليين ومتطوعي الأممالمتحدة والموظفين الوطنيين ، ويختلفون كثيرا من حيث خلفياتهم، ولكنهم جميعا يشتركون في التحلي بروح البطولة والاعتقاد بأن نشاط الأممالمتحدة لحفظ السلام قوة عالمية من أجل الخير ويجب أن يظل كذلك. وأكد بان كي مون أهمية وضع حد لحالات الاستغلال والانتهاك الجنسيين المثيرة للقلق الشديد من جانب القوات الدولية المنتشرة في المناطق المضطربة، ودعا إلى تركيز الاهتمام على الضحايا، والتصدي بصورة استباقية لهذه المشكلة الخطيرة في كل مناسبة ، كما دعا الدول الأعضاء، التي لها وحدها سلطة تأديب أفراد قواتها، لفرض عواقب شديدة توفر قدرا كاملا من العدالة والتعافي للمجتمعات المحلية المتضررة. وأشار بان كي مون إلى انه عيَّن العام الماضي فريقا مستقلا رفيع المستوى لاستعراض الكيفية التي يمكن بها تعزيز عمليات الأممالمتحدة للسلام من أجل تحسين فرص التغلب على التحديات الراهنة والمستجدة، وأكد العمل على تكييف عمليات الأممالمتحدة للسلام، مع إجراء تحسينات واضحة لجعلها أسرع وأكثر تجاوبا وأكثر خضوعا للمساءلة أمام البلدان، والأهم من ذلك، أمام السكان الذين نقدم لهم الخدمة. وقال اننا في هذا اليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة نكرم أبطالنا - أكثر من مليون فرد من الرجال والنساء الذين خدموا تحت راية الأممالمتحدة باعتزاز وتميّز وشجاعة منذ نشر أول عملية في عام 1948، ونعرب عن أسمى آيات التقدير لأكثر من 3400 من حفظة السلام الذين قضوا نحبهم أثناء الخدمة خلال تلك الفترة.