ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، الأمريكية اليوم السبت، أنه بعدما وصف كوفي أنان -مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية المشترك إلى سوريا- مجزرة "التريمسة" بأنها الأسوأ منذ اندلاع ثورات الربيع العربي عام 2011، يحتدم الجدل مثار حول الرد الأمثل الذي ستقوم به الولاياتالمتحدة لوقف تلك مذابح نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضد شعبه. وأشارت الصحيفة -في سياق مقال افتتاحي أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت -إلى أن الأزمة السورية الحالية تشكل فرصة كبيرة أمام الولاياتالمتحدة، موضحةً أن انهيار نظام الأسد، الذي باتت تزداد وتيرته في ظل العديد من الانشقاقات العسكرية داخل الجيش السوري النظامي يعزز من احتمالات خروج سوريا أخرى تخطو خطاها صوب الديمقراطية على غرار جيرانها من دول الربيع العربي. وتابعت الصحيفة تقول إن سوريا تنحدر بسرعة إلى حرب أهلية يمكن أن تؤدي إلى تطهير عرقي، وذلك على غرار العراق في عام 2006، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على الاستقرار الإقليمي للمنطقة. وحذرت من أن كلاً من إيران وروسيا متورطتان في الأزمة السورية، حيث تقوم طهران بإرسال قوات الى دمشق، وتقوم موسكو بتوريد كمية كبيرة من الأسلحة الى سوريا وتدافع عن دمشق داخل مجلس الأمن الدولى الدولى وذلك باستخدامها حق النقض الدولى "الفيتو" ضد أي قرار من شأنه المساس بسوريا. كما أن خوف الصين من تدخل غربي في دول يعتقد بإنها تمارس انتهاكات ضد حقوق الإنسان قد دفعها للانضمام إلى موسكو في استخدام حق الفيتو للحيلولة دون صدور قرار أممي ضد سوريا. وتساءلت الصحيفة أنه ومع مستقبل سوريا يتشكل الآن هل ستلعب الولاياتالمتحدة دورًا في تشكيله أم ستقف جانبا وتسمح للدول التي هي أقل التزاما بمبادئ الديمقراطية، على حد وصف الصحيفة، أن تفعل ذلك. وتابعت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة لا يمكن أن تقف موقف المتفرج على المشهد السورى، فسقوط سوريا يمكن أن يمتد آثاره إلى العراق ولبنان، وسيؤدي إلى تدفق اللاجئين السوريين إلى تركيا والدول المجاورة الأخرى، كما أن استمرار الاضطربات في سوريا يشكل تهديدا على الأمن الإسرائيلي وزيادة الصراع العربي-الإسرائيلي. وأردفت الصحيفة تقول إن سقوط النظام السوري سيزيل حليفا رئيسيا من قبضة إيران، وسيعيد التوازن في العلاقات بين لبنان وإيران، وربما يؤدي إلى كسر التحالف المقام بين طهرانودمشق في شرق العراق والذي يمكن أن يساعد بغداد في سيرها هى الأخرى نحو الديمقراطية. ورأت الصحيفة في هذا الصدد" أنه يتعين على إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن تتعاون مع المعارضة السورية، وأن تتناقش معها لوقف حمام الدم السائل في سوريا في سبيل الإطاحة بنظام الأسد، ومن ثم مساعد البلاد على الاتجاه نحو عصور الديمقراطية. واعتبرت الصحيفة أن الخطوة الأولى التي يجب على الإدارة الأمريكية اتخاذها تتمثل في الاستغناء عن المحادثات "غير الرسمية" بين الإدارة الأمريكية والمعارضة السورية، والاعتراف رسميًا بالمجلس الوطني السوري كالسلطة الرئيسية للبلاد الأمر الذي من شأنه أن يعزز قدرة المجلس الوطني السوري بالتحدث بشكل فعال مع دول العالم الخارجي ووضع خطة لمستقبل سوريا. وتابعت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية بالقول: إنه يتعين أيضًا على الإدارة الأمريكية أن تصر على أن يضع المجلس الوطني السوري ضمانات للأقليات المسيحية والعلوية التي تخشى من سقوط نظام الأسد، وأن تعلن واشنطن "بشكل رسمي" مساعدة الجيش السوري الحر بالأسلحة والتدريبات والمعلومات الاستخباراتية وتقوم بالتنسيق مع القواعد العسكرية التركية والتي تستخدمها المعارضة السورية، وذلك لضمان أن تصبح سوريا شريكًا قويًا للولايات المتحدة بعد انهيار نظام الأسد. وقالت الصحيفة إنه ينبغي أيضًا أن يعلن البيت الأبيض بوضوح منح مساعدات إنسانية إلى سوريا، إضافة إلى فرض حظر جوي على سوريا، وذلك لمواجهة استخدام النظام السوري للطائرات الحربية لقصف المدن السورية. واختتمت الصحيفة تقريرها مشددة على ضرورة أن تطلق واشنطن محادثات رسمية مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) لمناقشة التدابير التي يمكن أن يتخذها الطرفين لحل الأزمة السورية، بما في ذلك الخيار العسكري والذي سيكون له تأثير نفسي كبير على النظام وقواته العسكرية، وسيؤدي إلى ازدياد وحث العديد من الضباط الى القيام بالمزيد من الانشقاقات داخل الجيش السوري.