أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية اليوم الإثنين أهمية دعوة الولاياتالمتحدة قوى العالم لتشكيل تحالف دولي جديد من أجل الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد من السلطة ووضع حد للانتفاضة التي بدأت منذ 11 شهرا والتي يبدو انها على وشك الدخول في مرحلة أشد دموية. واهتمت الصحيفة الامريكية - في تقرير أوردته على موقعها الالكتروني - بما أعلنته المعارضة السورية من أنه لم يعد من خيار سوى خوض صراع مسلح شامل ضد النظام عقب استخدام روسيا والصين لحق النقض /الفيتو/ ضد مشروع قرار للامم المتحدة يدعو بشار الاسد إلى التنحي عن السلطة. وقالت الصحيفة انه على ضوء هذه التطورات الأخيرة يبدو النظام الحاكم في دمشق أكثر جرأة وتعنتا بعد هذا الدعم الدبلوماسي الذي حصل عليه وتمثلت هذه في تصعيد القمع الذي تمارسه دمشق ضد قوي المعارضة في نهاية الاسبوع وتعهدها بالمضي قدما في جهودها. وأضافت الصحيفة ان استخدام الفيتو ترك واشنطن وأوروبا والدول العربية في صراع من أجل وضع خطة بديلة، وأوردت قول هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية ان الفشل في تمرير مشروع الاممالمتحدة يعد بمثابة "مهزلة"..متوقعة ان هذا لن يزيد على أرض الواقع سوي فرصة اندلاع حرب أهلية وحشية..وبناء على ذلك دعت إلى قيام تحالف دولي لتشكيل مجموعة "أصدقاء سوريا الديمقراطية" لزيادة الضغط على الاسد وإجباره على التنحي عن طريق تشديد العقوبات والعمل على قطع التمويل وشحنات الاسلحة للنظام وتوجيه المساعدات الانسانية للتجمعات السكانية المحلية المحاصرة. ونقلت الصحيفة قول كلينتون ان المواجهة مع مجلس الأمن تفرض مضاعفة الجهود من خارج الأممالمتحدة مع هؤلاء الحلفاء والشركاء ممن يدعمون حق الشعب السوري في أن يكون له مستقبل أفضل. كما أشارت الصحيفة الى قول محللين انه مع التدخل العسكري المحتمل والدبلوماسية غير الناجحة حتي الان، يبدو ان واشنطن وحلفائها لديهم خيارات محدودة حول كيفية انهاء الصراع...بالاضافة إلى ان هذا النوع من التحالف وصفته كلينتون بأنه من غير المرجح أن يكون لها تأثير كبير على أرض الواقع في سوريا في أي وقت قريب. وبدلا من ذلك يبدو أكثر فأكثر أن المقاتلين الثائرين في سوريا على وشك الدخول في معركة طائفية وعنيفة ضد النظام. وقال محللون قبل استخدام الفيتو ضد المشروع يوم السبت الماضي إن المعارضة لديها حافز لعرض أن تكون المقاومة سلمية في محاولة من أجل لفت الانتباه في الأمم المتحدة في حين أن النظام واجه ذلك بشراسة متصديا لأي قرار للامم المتحدة. وأوردت الصحيفة قول ضاف تيودور كاراسيك المحلل في معهد الشرق الادني والخليج للتحليل العسكري ان كلا الجانبين الان من المرجح أن يتحركا بسرعة في اتجاه مواجهة دموية...ومن ناحية أخري أكد رياض الأسعد قائد قوة الجنود الثائرين السوريين المعروف باسم الجيش السوري الحر أن الخيار الوحيد المتروك هو الإطاحة بالرئيس الأسد بالقوة "فليس هناك طريق آخر". وألفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن نظام الاسد أثبت مرونته وبقاءه راسخا في السلطة في دمشق ومناطق أخرى من سوريا، إلا أن انشقاق الجيش وانتشار الفوضى والعزلة الدولية يبدو أن كل ذلك سوف يرتد عليه.. وقد أثبتت قوات الأمن السورية في الأسابيع الأخيرة امكانية أن تستعيد الأرض من قوات الثوار، ولكنهم لن يستطيعوا التمكن من ذلك بمجرد ان تظهر اضطرابت في أماكن أخرى. ونقلت الصحيفة قول أندرو تابلر خبير الشؤون السوريو في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى ان قوات الأسد يبدو أنها تلجأ بشكل متزايد إلى لعبة وحشية من خلال الاعتماد على الأسلحة الثقيلة. وأشار تابلر إلى أن دول الغرب المتحالفة مع دول الخليج العربي بشكل متزايد في محاولة لاعادة تشكيل المنطقة، حتى من خلال اللجوء إلى العمل العسكري في ليبيا عقب ما يعتبرونه مكاسب من قبل ايران في العراق وأماكن أخرى في الشرق الأوسط..وقال إنهم حريصون على وضع إيران في حالة انتكاسة عن طريق المساعدة في الاطاحة بنظام الأسد.