تحتفل مصر والعالم العربي فى هذه الأيام من كل عام بعيد الأم والذي يوافق 21 من مارس، تكريماً للأم التى تتعب وتضحى من أجل أبنائها وراحتهم وكرم الله تعالى الأم وقرن بين برها وبين الإيمان به سبحانه وعدم الإشراك به في مواضع كثيرة فى القرآن الكريم، ولكن ظهر مؤخراً شباب وفتيات لايراعون حق أبويهم ولا يرونه لازماً، يرفعون أصواتهم على الأب والأم، خاصة بعدما كبرا وضعفا واقتربا من القبر واحتاجا إلى العطف والبر، أنكروا حقهما وجحدوا معروفهما فكم سهرا لتنام وكم جاعا لتشبع وتعبا لترتاح والبر هو خدمتهما وطاعتمها بالمعروف. ومن فضل الله تعالى أن بر الوالدين لا ينقطع عنهما أحياءً وأمواتاً، ويعرض «صدى البلد» موافق وآثارًا نافعة من قصص السلف الصالح وبرهم بالواليدين فقال ابن عباس: «ما من مؤمن له أبوان فيصبح ويمسي وهو محسن إليهما إلا فتح الله له بابين من الجنة. وقال أبوالليث السمرقندي: لولم يذكر الله تعالى في كتابة حرمة عقوق الوالدين، ولم يوص بهما، لكان يُعرف بالعقل أن خدمتهما واجبة. وقال هشام بن عروة مكتوب في الحكمة: ملعون من لعن أباه، ملعون من لعن أمه. «ومعناها: أي يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه , فيصبح كأنه هو الذي لعنهما». وذكر بعض الصحابة أن ترك الدعاء للوالدين يضيق العيش على الولد، وقال كعب: إن الله ليعجل هلاك العبد إذا كان عاقاً لوالديه ليعجل له العذاب، وإن الله ليزيد في عمر العبد إذا كان باراً ليزيد براً وخيراً. وقال أبوبكر بن أبي مريم قرأت في التوراة: من يضرب أباه يقتل. وكان محمد بن المنكدر يضع خده على الأرض , ثم يقول لأمه: ضعي قدمك على خدي. وكان محمد بن سيرين إذا اشترى لوالدته ثوباً اشترى ألين ما يجد، فإذا كان عيد صبغ لها ثياباً، وما رفع صوته عليها، كان يكلمها كالمصغي إليها، ومن رآه عند أمه لايعرفه ظن أن به مرضاً من خفض كلامة عندها. وقال سعيد بن عامر: بات أخي عمر يصلي، وبت أغمز قدم أمي، وما أحب أن ليلتي بليلته. وكانت أم منصور بن المعتمر فظةً غليظةً عليه وكانت تقول: يامنصور يريدك ابن هبيرة على القضاء فتأبى، وهو واضع لحيته على صدره، مايرفع طرفه إليها. قال عبدالله بن عباس: كن مع الوالدين كالعبد المذنب الذليل للسيد الفظ الغليظ. وقال وهب بن منبه: بلغنا أن الله تعالى قال لعُزير عليه السلام: بر والديك، فإن من بر والديه رضيت، وإذا رضيت باركت، وإذا باركت بلغت الرابع من النسل. وسئل الحسن عن الوالد والوالده فقال: حق الوالد أعظم، وبر الوالدة ألزم. وكان الربيع بن خثيم: يميط الأذى عن الطريق ويقول هذا لأمي، وهذا لأبي. وكان علي بن الحسن: لايأكل مع والديه فقيل له في ذلك فقال: لأنه ربما يكون بين يدي لقمة أطيب مما يكون بين أيديهما وهما يتمنيان ذلك، فإذا أكلت بخست بحقهما. وقال سفيان بن عيينه في قوله عزوجل: «أن اشكر لي ولوالديك» من صلى الخمس فقد شكر الله ومن دعا لوالديه عقبهما فقد شكرهما. وعن أبي حازم: أن أباهريرة لم يحج حتى ماتت أمه. وسئل الحسن عن بر الوالدين؟ فقال: أن تبذل لهما ماملكت، وتطيعهما ما لم تكن معصية. وسئل عطاء أن رجلاً أقسمت عليه أمه أن لايصلي إلا الفريضة ولايصوم إلا شهر رمضان؟ قال: يطيعها. وعن الحسن البصري: أن رجلا قال له: إني قد حججت وقد أذنت لي والدتي في الحج.. فقال الحسن: لقعدة تقعدها معها على مائدتها أحب إلي من حجك. وعن منصور بن المعتمر كان يقال: للأم ثلاثة أرباع البر. وقال عروة بن الزبير: مابر والديه من أَحَدَّ النظر إليهما. وكان مورق العجلي: يفلي رأس أمه. وكان الإمام أبو حنيفة بارا بوالديه، وكان يدعو لهما ويستغفر لهما، ويتصدّق كل شهر بعشرين دينار عن والديه، يقول عن نفسه: "ربما ذهبتُ بها إلى مجلس عمر بن ذر، وربما أمرتني أن أذهب إليه وأسأله عن مسألة فآتيه وأذكرها له، وأقول له: إن أمي أمرتني أن أسألك عن كذا وكذا، فيقول: أومثلك يسألني عن هذا؟! فأقول: هي أمرتني، فيقول: كيف هو الجواب حتى أخبرك؟ فأخبره الجواب، ثم يخبرني به، فأتيها وأخبرها بالجواب، وفي مرة استفتتني أمي عن شيء، فأفتيتها فلم تقبله، وقالت: لا أقبل إلا بقول زرعة الواعظ، فجئت بها إلى زرعة وقلت له: إن أمي تستفتيك في كذا وكذا، فقال: أنت أعلم وأفقه، فأفتها. فقلت: أفتيتها بكذا، فقال زرعة: القول ما قال أبو حنيفة. فرضيت، وانصرفت". وقال الشافعي: لو كنت مغتاباً أحد لأغتبت أمي فإنها أحق الناس بحسناتي. وقال عامر بن عبدالله بن الزبير: مات أبي، فما سألت الله - حولاً - إلا العفو عنه. وقال ابن عباس: من نظر إلى أباه شزرا فقد عقه. أما حيوة بن شريح فكان يقعد في حلقته يعلم الناس، فتطل له أمه، وتقول له: قم ياحيوة فالق الشعير للدجاج، فيقوم ويترك التعليم. وقيل: من لم يبر أبويه في حياته، لم تبك عيناك على وفاته. وقيل لمعاوية بن قرة: كيف أبنك معك؟ قال: نعم الأبن كفاني أمر دنياي، وفرغني لآخرتي. وكان أبوهريرة يحمل أمه معه إلى المرافق وينزلها عنه، وكانت مكفوفة كبيرة.