قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الإسراف في الماء حرام شرعاً، والمحافظة عليه واجب على كل مسلم لأنه من ضرورات الحياة، مؤيدًا دعوة الرئيس السيسي بالمحافظة على المياه وعدم الإسراف فيها. وأضاف «الجندي» ل«صدى البلد»، أن هناك إسرافًا وتبذيرًا بصورة تفوق التوقعات تؤدي إلى شح المياه وعدم وصولها أحياناً إلى بعض المناطق، فلا يجد قاطنوها ماءً للشرب، أو للنباتات أو الحيوان واستطلاح الأراضي. وأكد أن الله تعالى جعل الماء قوام الحياة لكل الكائنات في الأرض، فلا يعيش بدونه إنسان ولا حيوان ولا نبات، فبه يسقى الزرع، ومنه يشرب الإنسان والحيوان، وهو أكثر النعم انتشارًا على سطح الأرض، قال الله تعالى: «وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ» الأنبياء/30. وأوضح المفكر الإسلامي، أن المياه هذه النعمة العظيمة إن حافظنا عليها حسب التوجيهات الدينية الكريمة دامت وسعدنا بها، كما أنها تزول وتفقد بهدرها والإسراف في استعمالها، لقوله تعالى: «لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ» إبراهيم/7. وشدد على أن الواجب علينا جميعًا أن نعمل على حفظ الماء وصيانته من كل ما يُفسده أو يُضيعه، والمحافظة عليه بتجميعه في سدود واسعة وأماكن معدة لذلك، وحفظه في خزانات محكمة وآبار طاهرة، ولا نفرط في أي نقطة من هذا الماء المبارك الذي أنزله الله تعالى نعمة لنا، قال الله تعالى: «وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ. وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ» ق/9- 10. وأشار إلى أن لأهمية هذه المادة المهمة في الحياة، نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسراف في استعمالها، ولو كان للعبادة كالوضوء أو الغسل، فقد مر الرسول صلى الله عليه وسلم على سعدٍ وهو يتوضأ، ورآه عليه الصلاة والسلام قد أسرف في الوضوء، فقال عليه الصلاة والسلام: «ما هذا السَّرَف»؟! فقال: يا رسول الله، أفي الوضوء إسراف؟! فقال: «نعم، ولو كنت على نهر جارٍ» رواه ابن ماجه. وألمح إلى الفقهاء حددوا مقدار الحاجة لغسل العضو -والحاجة الشرعية تختلف باختلاف الأشخاص والأحوال- فإن زاد عن الحاجة فهو إسراف، وحدَّد النبي -صلى الله عليه وسلم -الكمية التي ينبغي للمسلم أن يتوضأ ويغتسل بها، ففي الحديث الصحيح أنّ النبي صلى الله عليه وسلم "كان يغتسل بالصاع، ويتوضأ بالمد"، والصاع يساوي (2.75 لتر ماء)، والمد يساوي (687 ملليلتر ماء). وهذا بيان لأقل ما يمكن به أداء العبادة عادة، وليس تقديرًا لازمًا. وطالب عضو مجمع البحوث الإسلامية من يسرفون في المياه بأن ينظروا بعين الرحمة إلى الآخرين الذين لا تصل إليهم نقطة ماء، ناصحًا الجميع بأن «الماء قوام الحياة وأغلى شيء في الوجود وعلينا أن نحسن استخدامه، ولو كان كوب ماء». وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد قال: نسعى لتعويض احتياطي من المياه لمواجهة التدعيات المحتملة لبناء سد النهضة، جاء ذلك على هامش تعليقه على تقرير محافظ البنك المركزي طارق عامر، والذى ألقاه على منصة مسرح الجلاء لاستعراض رؤية البنك للتنمية المستدامة لمصر 2030.