تستضيف مدينة جوهانسبيرج بجنوب إفريقيا غدا، الجمعة، قمة "منتدى الصين إفريقيا" والتي يرأس فيها وفد مصر رئيس الوزراء المهندس شريف اسماعيل وبحضور 37 رئيس دولة وحكومة إضافة للرئيس الصيني تشي جين بينج. وقال الدكتور إبراهيم الغيطاني، رئيس الوحدة الاقتصادية بالمركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية والذي مثل مصر في اجتماعات المائدة المستديرة، في تصريحات خاصة ل"صدى البلد"، إن العلاقات بين الصين وإفريقيا شهدت طفرة كبيرة خلال السنوات الأخيرة لدرجة أن الصين أصبحت الشريك التجاري الأول للقارة برصيد يتجاوز 220 مليار دولار سنويا من الاستثمارات سواء المملوكة للدولة أو للشركات الخاصة سواء في قطاع الإنشاءات أو المشاركة في البنى التحتية وقطاع آخر هو القطاع الصناعي، حيث أصبحت الصناعة لها حضور خاصة في إثيوبيا في شرق إفريقيا. وتابع الغيطاني، أن الصين من أكبر المانحين للدول الافريقية في مجالات البنى التحتية، كما أن الوجود الصيني وصل إلى ذروته في إفريقيا، والصين تطمح أن يمتد هذا التعاون لنقل التكنولوجيا وتطوير العلاقات الاقتصادية الى تدريب العاملين من الأفارقة وأن يتم دعم التنمية الاقتصادية في تلك البلاد بشكل عام. وأوضح الغيطاني، أن الشريك الصيني مرحب به بشكل كبير في إفريقيا لأنه يختلف عن اي شركاء آخرين بسبب أن حضور الشريك الصيني حقق منفعة متبادلة للجميع وليس لطرف دون آخر. وعن الجديد الذي من المتوقع أن يعلن عنه الجانب الصيني قال الباحث أن المصالح الاقتصادية الصينية تتعلق بثلاثة محاور أولها استغلال المصادر الطبيعية كالمعادن والنفط والمشاركة الصينية قوية في تلك القطاعات ،أما المحور الثاني فيتعلق بالصادرات الصينية باعتبار أن إفريقيا سوقا كبيرا للصادرات الصينية، والمحور الثالث والأخير يتعلق بالاستثمار وزيادة الاستثمارات من خلال ضخ ملياري دولار في إفريقيا خلال الفترة المقبلة . ووقعت الصينوجنوب إفريقيا المتعثرة اقتصاديا ،أمس الأربعاء، مجموعة صفقات اقتصادية بقيمة 6.5 مليار دولار على هامش زيارة الدولة التي يقوم بها رئيس الصين شي جين بينج لجنوب إفريقيا وتستمر يومين. وقالت رئاسة جنوب إفريقيا في بيان إنه تم توقيع 26 اتفاقية تدفع التعاون الثنائي بين البلدين إلى "مستوى مرتفع". يذكر أن اقتصاد جنوب إفريقيا يعاني من مجموعة مشكلات خلال العام الماضي منها انهيار أسعار المعادن النفيسة التي تنتجها جنوب إفريقيا وتقادم شبكة البنية الأساسية والتعرض لأسوأ موجة جفاف منذ 3 عقود مما أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية. ومن المقرر أن يناقش رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما ونظيره الصيني شي جينبينج مجموعة من الموضوعات خلال زيارة الضيف الصيني منها إحياء الصناعات المتعثرة لتسريع عملية التصنيع في جنوب إفريقيا وتطوير البنية الأساسية والتعاون المالي. ومن بين الاتفاقيات التي تم توقيعها أمس الأربعاء اتفاقية قرض بين بنك التعاون الصيني للتنمية وشركة إيكسوم الجنوب إفريقية الحكومية للكهرباء. واضطرت إيكسوم إلى تطبيق نظام الفترات في قطع التيار الكهربائي بين مناطق البلاد المختلفة خلال السنوات القليلة الماضية؛ وأدى انقطاع التيار الكهربائي إلى تراجع وتيرة الانتاج في العديد من المصانع. وبحسب بيان الرئاسة، فإن إيكسوم ستحصل على قرض بقيمة 500 مليون دولار من بنك التنمية الصيني لدعم بناء مشروعات البنية الأساسية.