إفريقيا قارة مليئة بالأمل وتتمتع بمستقبل اقتصادي مشرق حول هذا المنهج تتبلور ملامح السياسة الاقتصادية للرئيس الصيني الجديد شي جين بينج في أول مهمة رسمية له يسعي فيها إلي استكمال مسيرة النهضة الاقتصادية لثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم, فاختيار إفريقيا لتكون محط أول جولة خارجية للرئيس الصيني الجديد له دوافع اقتصادية من الدرجة الأولي. فإفريقيا ينبوع اقتصادي لاينضب لما فيها من موارد ومعادن اقتصادية, وهي خير شريك يواكب التقدم الاقتصادي الهائل والمتصاعد في الصين. فقد أكدت أحدث التقارير الاقتصادية أن يحل الاقتصاد الصيني محل نظيره الأمريكي كأكبر أقتصاد في العالم وذلك بحلول عام2016, لذلك فإنه يتعين علي الرئيس الصيني الجديد إيجاد موارد اقتصادية قادرة علي التماشي مع النمو الاقتصادي الصيني. وثمة محاور تسير فيها العلاقات الصينية الأفريقية التي تهدف لتحقيق تعاون اقتصادي مشترك للطرفين. فالمحور الأول هو أن سياسة الصين ما بعد الإصلاح والانفتاح سياسة براجماتية ولكنها ليست نفعية, ومن ثم فإن الصين عندما تكثف تعاونها وعلاقاتها مع أفريقيا تريد تحقيق مصالح جوهرية ومكاسب حقيقية لها, ولكن في الوقت ذاته تهدف إلي تحقيق مصالح ومكاسب للطرف الآخر بتعظيم الاستفادة من إمكانيات كل طرف. وفي الحالة الصينية الأفريقية تتمتع الصين بمزايا نسبية في مجال التقنيات ورأس المال والخبرات الفنية وتتمتع أفريقيا بتفوق في الموارد الطبيعية وإمكانات التنمية والتطوير والأسواق. والمحور الثاني هو أن الصين لا تنظر إلي أفريقيا من منطلق المصلحة الاقتصادية فحسب, وإنما من منظور شامل في إطار استراتيجي أوسع كثيرا يشمل مجالات التعاون السياسي علي الصعيد الدولي وتأمين إمدادات الطاقة ومكافحة الإرهاب والأعمال الهدامة, وخير شاهد علي ذلك هو وجود القطع البحرية الصينية علي الشواطئ الأفريقية في الساحل الصومالي من أجل التعاون مع قوي دولية أخري في مكافحة عمليات القرصنة في البحر الأحمر. إن تعاظم قوة الصين يعني توسع إطارها الاستراتيجي ليشمل نطاقات أبعد من محيطها الآسيوي وتعتبر أفريقيا لأسباب عديدة مجالا حيويا للصين أكثر لينا وأقل مشاكل من مناطق أخري قد تكون أقرب جغرافيا منها. إذن فالصين تريد من إفريقيا شريكا دوليا يعتمد عليه وتحتاج الموارد الأولية المتوافرة في أفريقيا وفي مقدمتها النفط, وتريد مجالا أرحب لاستثمار فوائضها المالية التي تبلغ2.13 مليار دولار أمريكي وأسواقا لكثير من منتجاتها التي لا تناسب الأسواق الأكثر تطورا في أوروبا وأمريكا الشمالية. الصين تريد علاقة تحقق الربح المشترك, أي ما يسميwin-win ولهذا فإن المحاولات الغربية والادعاءات بأن الصين تمارس استعمارا جديدا في أفريقيا لم تفلح في أن تجد من يسمع لها في أفريقيا. وسجل الاقتصاد الصيني نموا خلال العام الماضي بنحو8% في العام الماضي, وهو أبطأ معدل له في أكثر من عقد. ومن المتوقع أن يسجل الاقتصاد الصيني نموا ب8.5% العام الجاري و8.9% في.2014