الذى يستحق التكريم الحقيقى فى ملحمة قناة السويس الجديدة، والتى تحتفل بلادى مصر ومعها العالم بافتتاحها بعد غد الخميس، هو المصرى العامل البسيط، والمهنى والفنى على اختلاف تخصصاته، فهو صاحب التكريم الحقيقى فى ملحمة القناة الجديدة التى تمثل نقطة مضيئة، تضاف إلى نقاط النور التى سجلها التاريخ لبلادى مصر وأبنائها بعد أن سطر لهم تاريخا من النضال والكفاح، من أجل بلدة طيبة ورب كريم، والقدرة على التحدى والإرادة عبر آلاف السنين. فالعامل المصرى بكل أنواعه هو الجندى المجهول الذى واصل الليل بالنهار، فى عمل كشف عن مزيد من إرادة المصريين وقدراتهم وعزائمهم على النهوض ببلادهم، فهو الذى أخلص العمل من أجل الوطن، وليس من أجل شهرة عابرة أو بطولات زائفة، فقد عمل على مدار عام فى صمت، رافعا من سواعده وآلاته لإنجاز العمل، الذى يرفع اسم مصر عاليا، ويعلى من شأنها بين الأمم، معتمدا على رب لايضيع أجر من أحسن عملا، وقد أمنته قواته المسلحة ضد نوايا المخربين والإرهابيين وأعمالهم التى هى من سمات الشيطان، وساعدتها فى ذلك قوات حفظ النظام الداخلى من أبناء الشرطة، حتى كانت النهاية فى ملحمة القناة الجديدة. أهمل الإعلام كل هؤلاء، ولم يف حقهم، وانشغل كعادته بقضايا فرعية، وأصبح الإعلام على اختلاف أنواعه كمن لا يملك ويعطى لمن لا يستحق، فكانت نتيجة عمله أنه بخس الناس أشياءهم، وبدلا من أن يرتفع بقيمة المصرى، هبط بالمهنة الى أسفل سافلين، وأصبحت سماته النفاق والرياء، ففقد الثقة وأفقد أبناء المهنة مصداقيتهم ، وهذه هى نتيجة الإعلام الذى يسير بلا ضوابط ، ولم يستطع أن يتخلص من سمات النفاق بكل أشكاله. فالمصرى هو عماد الدولة وبسواعده تعيد بناء نفسها، وتستعيد مجدها، وهو ما أكد عليه الرئيس السيسى ويؤكد عليه دائما، فالمصرى يستحق أن يكون فى عليين، وفى مقدمة اهتمام السلطة التنفيذية، فله حق واجب الوفاء، بأن يعيش معززا مكرما فى بلاده، دون جور على حقوقه أو انتقاص منها، أو تسويف للوفاء بها. فهذه رسالة للحكومة وأجهزة الدولة التى مازال يسير بعضها فى ركاب الماضى، ولم تستطع أن تتفهم الحاضر، ورسالة أيضا للإعلام ودعوة إليه بأن يتقى الله فى الدولة وفى أبناء بلادى مصر. ====